توقيت القاهرة المحلي 07:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطريق من «يوليو» إلي مصر التي نتمناها !!

  مصر اليوم -

الطريق من «يوليو» إلي مصر التي نتمناها

بقلم - جلال عارف

لم تكن ثورة يوليو ثورة بيضاء تبرعا من أعدائها، وإنما لأن النظام يومها كان قد تهاوي بالفعل، ولأن الشعب كان في انتظار إنقاذ الوطن قبل أن يغرق في الفوضي، وفي انتظار الخلاص من أوضاع لم يكن ممكنا أن تستمر .

لم يكن ممكنا أن يظل الحكم في يد ملك فاسد يقضي لياليه علي موائد القمار ويغير الحكومة بمليون جنيه، ولا في يد أحزاب أفلست، يتلاعب بها القصر الملكي والمندوب السامي والمال الحرام !!

ولم يكن ممكنا أن تستمر أوضاع يعيش فيها ٩٠٪ من شعب مصر أسيرا للفقر المدقع، ويسيطر فيها باشوات الاقطاع والعائلة المالكة علي معظم ثروات البلاد، ويكون فيها المشروع القومي للحكومات هو مقاومة الحفاء !!

ولم يكن ممكنا أن يعبر الشعب عن مهانة استمرار الاحتلال، مع ذل الفقر.. بينما الطبقة الحاكمة تغرق في المال والفساد، ومصر تبدو منقسمة إلي فريقين يصدق عليهما قول طه حسين قبل الثورة: الذين يحترقون شوقا إلي العدل، والذين يحترقون خوفا من العدل !!

جاءت ثورة يوليو في موعدها. كان أعظم ما فيها أنها الابنة الشرعية لهذا الشعب ولجيش الوطن. في البداية ظن البعض أنه أمام مغامرة من بعض صغار الضباط تكرر ما حدث في دول أخري. لكن شعب مصر أدرك الحقيقة من البداية. و»الحركة المباركة»‬ للجيش لم تتأخر في الإعلان عن هويتها كتعبير عن الحركة الوطنية، وانحيازها للاستقلال والعدالة الاجتماعية ولبناء دولة حديثة تقوم علي العلم، وتعلي من قيم المواطنة، وترفع رايات العدل والكرامة .

أصابت الثورة وأخطأت، انتصرت في معارك عديدة وانهزمت في أخري، لكنها ستبقي في ضمير الأمة عنوانا علي أكبر محاولات النهضة المصرية في العصر الحديث. وستبقي نموذجا لما تستطيع مصر أن تحققه عندما تنفذ إرادة الشعب، وعندما تمتلك الرؤية الواضحة وتعرف الطريق لتحقيقها مهما كانت التضحيات .

لهذا تستمر الحرب علي يوليو، وتستمر محاولات تزوير التاريخ إنهم لا يريدون فقط الانتقام من يوليو، ولكنهم لا يريدون أن يروا مرة أخري مصر وهي تنهض. تبني وتقيم قلاع الصناعة، وتقهر الحصار، وترفع رايات الاستقلال، وتحقق أهم تجربة في التنمية الشاملة، وتقود عالمها العربي إلي الاستقلال، وتجعل من القاهرة يومها مركزا لكل حركات التحرر الافريقية .

لا يفهم هؤلاء أنهم يحرثون في البحر. شعب مصر يدرك كأنهم لن يتوقفوا عن محاربة يوليو لأنهم لن يتوقفوا عن العداء لمصر. لهذا تظل يوليو هي الثورة الأم، وتظل بعد 66 عاما حاضرة في ذاكرة الوطن. تحية للثورة التي قادت مصر لتصنع التاريخ، ولقائدها عبدالناصر.. ولا عزاء لأعداء مازالوا يحاربون يوليو، فيجدون في مواجهتهم مصر (شعبا وجيشا) وهي تقاتل، وتبني، وتنتصر للوطن.. وللمستقبل

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق من «يوليو» إلي مصر التي نتمناها الطريق من «يوليو» إلي مصر التي نتمناها



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon