بقلم - جلال عارف
عامل المناورة الذي كان مرافقاً للقطار المتسبب في كارثة محطة مصر، ثبت من الفحص الطبي أنه يتعاطي مخدر »الاستروكس»! ولاشك أن هناك الكثيرين مثله في مؤسسة يقول رئيسها أمام اللجنة المختصة في مجلس النواب إن معظم العاملين بهيئة السكة الحديد غير لائقين طبيا (!!) وأنه حاول التعامل مع هذه المشكلة بتحويل البعض إلي »عدم الملاءمة» كسائقين فكان الرد أعمال شغب أجبرته علي التراجع !
هذا العبث لابد أن ينتهي، لا يمكن تسليم أرواح الناس لمن يتعاطون المخدرات، أو لغير اللائقين طبياً أو الملتزمين أخلاقيا ومهنياً .
الكشف الطبي الدوري لابد أن يكون جدياً، والانضباط الكامل لابد أن يكون هو القاعدة. والمسئولية هنا لا تقع فقط علي الإدارة. هناك مسئولية علي التنظيمات النقابية، وهناك مسئولية أيضا علي من أغلقوا معهد التدريب لأكثر من عشر سنوات ليوفروا بعض المال الذي لايوازي روح إنسان واحد راح ضحية حوادث القطارات. وهناك مسئولية علي الخائفين علي مواقعهم من تطوير أساليب الإدارة في هذه المؤسسات الحيوية .
والمشكلة لا تقتصر فقط علي السكة الحديد. هذه الإجراءات ينبغي أن تشمل كل العاملين في مرافق النقل الجماعي. الفحص الشامل كل عام لابد أن يخضع له كل من يقود أوتوبيساً عاماً أو حتي »ميكروباص»! ولابد أن يمتد أيضا إلي وسائل نقل البضائع التي تبارت مؤسسات الدولة في فترات سابقة في التسامح معها حتي تحولت إلي وسائل قتل جماعي علي الطرق السريعة .
لا يمكن أن تتأخر عودة الانضباط الكامل في هذا القطاع أكثر من ذلك. لا ينبغي أن تكون قلة الإمكانيات وسيلة لغياب الضمائر أو تفشي الفساد. ولا يمكن التسامح مع من يتركون أرواح المواطنين في يد الغائبين عن الوعي، أو غير اللائقين طبيا أو أخلاقياً أو مهنياً ليقودوا قطاراً أو أوتوبيساً أو حتي »ميكروباص».
عنوان الكارثة هذه الأيام هو جرار محطة مصر، لكن السكة الحديد ليست وحدها !
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع