بقلم -جلال عارف
في البدايات كانت مسلسلات التليفزيون تنتج في ١٣ حلقة!! وكان سر رقم »١٣» ان حلقات المسلسل كانت تذاع اسبوعيا وليس كل يوم وان خريطة برامج التليفزيون كانت تعد علي أساس دورة مدتها ثلاثة شهور.
وبعد ان اصبحت المسلسلات تذاع حلقاتها يوميا استمر عدد الحلقات علي حاله لفترة طويلة وكانت كل قناة تليفزيونية (بعد ان اصبح لدينا أكثر من قناة) تعرض في رمضان مسلسلين مع تخصيص بعض الليالي للاحتفال بالمناسبات الخاصة مثل ليلة القدر ووقفة العيد ثم العاشر من رمضان بعد نصر اكتوبر.
وإذا لم تخني الذاكرة فقد كان اول مسلسل يتم انتاجه في ٣٠ حلقة ليغطي شهر رمضان هو »بابا عبده» الذي قام ببطولته عبدالمنعم مدبولي في عز نضجه الفني، ومعه الشباب في ذلك الوقت.. صلاح السعدني أنعم الله عليه بالصحة ليعود لجمهوره الذي اشتاق اليه والفخراني وفاروق الفيشاوي اللذان كتب المسلسل بداية الشهرة والنجاح لهما.
كان المسلسل الذي اخرجه »فاضل» يمثل مغامرة في ذلك الوقت واستدعي الامر اختصار زمن الحلقة لاقل من نصف ساعة ونجحت التجربة وبدأ مشوار الحلقات الثلاثين ليتبعه بعد ذلك مشوار مسلسل الأجزاء المتعددة وكان بعضها يتم انتاجه استغلالا لنجاح الجزء الاول لكن بعضها الآخر كان يتم تخطيطه مقدما كما كان يفعل عملاق الدراما التليفزيونية الراحل أسامة عكاشة في روائعه ذات الأجزاء المتعددة.
تذكرت »بابا عبده» وانا اشاهد اجزاء من المسلسل الجديد لنجمنا الكبير الفخراني الشاب في بابا عبده اصبح هنا في بالحجم العائلي ابا وجدا ومع اطلالة جديدة علي اسرة مصرية تبدو هنا ميسورة الحال تغير الزمن وتغيرت المشاكل واختلفت الطموحات. يتغير المجتمع ويتطور الفن وتظل الاسئلة مطروحة .
في هذا العام نجد سؤالا اضافيا امام مبدعي الدراما التليفزيونية عندنا: كيف يرون المستقبل بعد ان تحول الامر مع مسلسلات رمضان الي مولد وصاحبه غايب ؟!
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع