بقلم - جلال عارف
الحمد لله.. مرت واقعة تسرب غاز الكلور بالإسكندرية أول أمس دون أن تتحول إلي مأساة. الأجهزة التنفيذية تحركت بسرعة وقامت بإخلاء مجمع المدارس الذي يضم ١١ ألف تلميذ، والذي يقع بجوار المحطة التي وقع فيها التسرب بمنطقة السيوف. ومع ذلك تم نقل ٤٨ طالبا ومدرسا إلي المستشفي الذي احتجز ١٧ منهم لتلقي العلاج الذي نرجو أن يكلل بالشفاء الكامل للجميع.
ما قيل عن سبب الحادث هو أنه نتيجة حدوث شروخ بإحدي المواسير التي تنقل غاز الكلور إلي محطة مياه السيوف. وهو ما يسلط الأضواء من جديد علي قضية الصيانة التي قل الاهتمام بها منذ أن سادت نظرية »إنسف حمامك القديم» التي رافقت التطبيق الخاطئ للانفتاح الذي تحول إلي انفتاح سبهللي يعتمد علي الفهلوة ويقدس »المنظرة» وينفق فيما لا يفيد، ويترك منهج الإتقان في العمل الذي كنا أكثر شعوب العالم التزاما به، إلي سكة الإهمال والتسيب والبحث عن المكسب السريع!!
لابد من أن تكون الصيانة الدائمة بندا أساسيا في أي مرفق عام أو خاص. صيانة سيارتك الخاصة بصورة دورية تطيل عمرها وتضمن سلامتك. نفس الشيء لابد أن يكون أسلوبا للتعامل مع المرافق العامة التي ينبغي أن نعلم المواطنين كيف يحافظون عليها، وأن نعلم من يديرونها أن صيانتها واجب وأن اهمالها جريمة سوف يعاقبون عليها بشدة. ثمن أتوبيس جديد واحد يمكن أن يصلح ويجدد عشرين أتوبيسا ويوفر الصيانة الجيدة لها.. وتزداد حاجتنا إلي الاهتمام بصيانة كل مرافقنا العامة في ضوء ما حدث خلال الأعوام السابقة التي تفشي فيها الفساد وغابت فيها المعايير السليمة، ورأينا فيها مواسير مياه وصرف صحي تنفجر بعد تركيبها بشهور وعشنا فيها مع من لم يتورعوا عن استيراد اسمنت فاسد أو حديد مضروب بنفس الوقاحة التي استوردوا بها الفراخ الفاسدة والأدوية والأغذية منتهية الصلاحية!!
انتهي ذلك الآن.. لكن آثار فساد سنوات طويلة يحتاج للجهود في اصلاح الفاسد وصيانة السليم من مرافقنا العامة والخاصة. تسرب الكلور في الاسكندرية إنذار جديد، وعلينا أن نتعامل معه بكل اهتمام.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع