بقلم - جلال عارف
عيد ميلاد مجيد، وسعيد علي إخوتنا المسيحيين وعلينا جميعاً، وعلي مصر التي ستظل دوماً واحة للتسامح والمحبة، ووطناً يتشارك كل أبنائه في بناء تقدمه، وفي الدفاع عن ترابه الطاهر ضد كل الأعداء.
مرة أخري يؤكد الارهاب أنه منحط، وأنه أيضاً غبي!!
الارهاب منحط لدرجة ألا يكتفي باستهداف الآمنين وهم في بيوت الله، ولابخيانة كل القيم الدينية التي أمرنا بها الله، ولانشير لخيانة الوطن.. فهو لايعترف- من الأساس- بوطن ولايستهدف إلا تدمير الدولة.
لايكتفي انحطاط الارهاب بكل ذلك، فيلجأ لإخفاء المتفجرات التي أعدها لتنفيذ أحقر الجرائم في المسجد الذي يبني علي التقوي ولايعرف إلا لغة الرحمة والتسامح. ثم ينتظر بعد ذلك أن يحيل احتفال إخواتنا الاقباط بعيد الميلاد إلي مأتم، وأن يحيل الإخاء الذي يجمع أبناء الوطن الواحد، والحي الواحد إلي شقاق!!
وهنا يتعانق انحطاط الارهاب مع غبائه الذي يظل بلا علاج منذ عرفنا الخوارج وحتي وصلنا إلي الاخوان والدواعش وغيرهما من الجماعات الدخيلة علي الاسلام، والكافرة بالوطن وبالانسان وبالحياة.
علي مدي السنين لم يتعلموا الدرس، ولم يدركوا أن مصر أكبرمن هذا التآمر الحقير، وأن وحدتها الوطنية هي قدس الأقداس بالنسبة لشعبها وهي النار الحارقة لكل أعدائها.
كل قوي الاحتلال حاولت وفشلت. وكل مؤامرات الأعداء تهاوت علي صخرة الوحدة الوطنية.. ومع ذلك يظل الاخوان علي مدي ما يقرب من قرن كامل لايتعلمون. وتظل كل الجماعات التي شربت فكرهم الارهابي تحاول دون جدوي. ويظل صوت مكرم عبيد حياً: أنا مسيحي دينا، ومسلم وطناً وثقافة. ويظل صوت البابا تواضروس يرد علي حرق الاخوان وانصارهم لكنائس بأن وطناً بلا كنائس أفضل وأبقي من كنائس بلا وطن.
ويظل الصوت القادم من الجامع هو الذي ينبه للخطر المحدق بالكنيسة. ويدفع شهيد الواجد الرائد مصطفي عبيد حياته ليحمي الكنيسة وينقذ اخوة في الوطن استهدفهم الارهاب المنحط.
تحية للشهيد ولكل شهداء الوطن. وسلمت مصر من كل شر، تحميها وحدة شعبها العظيم، وترعاها عناية الله. كل عام ومصر بخير.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع