توقيت القاهرة المحلي 05:04:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عصر «التوك توك»!!

  مصر اليوم -

عصر «التوك توك»

بقلم - جلال عارف

تصلح قصة »التوك توك»‬ مثالا للعشوائية التي سادت حياتنا، وماتؤدي إليه من مشاكل نتركها حتي تتأزم، ثم نبدأ في مواجهتها.
تسلل »‬التوك توك» إلي حواري مصر مع بدايات القرن، ومع انتشار الأحياء العشوائية. كان في البداية يلبي احتياجات مناطق لا تستطيع السيارات دخولها، ولم تكن أعداده القليلة في البداية تشكل إزعاجا كبيرا.
ثم بدأت المشاكل تتضح. تزايدت أعداد »‬التوك توك» بصورة كبيرة. تركت الأزقة والحواري إلي الشوارع الرئيسية. غادر عشرات الألوف من الصبية مقاعد الدراسة ليتحولوا إلي سائقي »‬توك توك». غياب الرقابة علي هذه الوسيلة من وسائل الانتقال سهل استخدامها في الجريمة. استمر النقاش حول »‬التوك توك» لسنوات، بينما كان الاستيراد يتضاعف، والمشكلة تتفاقم!!
قبل أقل من خمس سنوات صدرت القرارات الخاصة بوقف استيراد »‬التوك توك». ومع ذلك استمرت أعداده تتضاعف في الحواري وتجتاح القري وتزاحم السيارات في شوارع المدن. ولم يكن في الأمر أسرار، بل كان من الطبيعي ألا يتنازل مستوردو »‬التوك توك» عن أرباحهم الخيالية، وأن يتم استيراد »‬التوك توك» علي أنه قطع غيار، ثم يتم تجميعه في الداخل. بينما المسئولون عن تنفيذ قرار منع استيراد »‬التوك توك» يستمتعون بسماع الأغنية القديمة »‬وعملت روحي نايمة»!!
أخيرا - وفي محاولة لضبط الأوضاع - صدر القرار بفتح باب الترخيص لمركبات »‬التوك توك» لفترة محددة، ومع وقف ترخيص المركبات الجديدة. مع وضع قواعد لتشغيل هذه العربات وتعريفة موحدة وخطوط سير بعيدا عن الطرق الرئيسية.
وحتي الآن تقدم للترخيص حوالي ربع مليون »‬توك توك» ومن المنتظر أن يتضاعف العدد. وتبقي اسئلة عديدة عن كيفية التعامل مع من لا يتقدم للترخيص، وعن كيفية منع أباطرة الاستيراد من الاستمرار في التحايل علي القانون الذي يمنع استيراد »‬التوك توك». ثم.. عن كيفية التعامل مع الصبية والأطفال الذين يقودون »‬التوك توك» والذين يفرحون في البداية بما يكسبونه من هذا العمل، ثم يجدون أنفسهم بعد ذلك في مواجهة الحياة بلا مهنة وبلا تعليم!!
مشكلة »‬التوك توك» مجرد مثال لعشوائيات عديدة تركناها حتي استفحل أمرها في حماية فساد سيظل يقاوم كل إصلاح. المعركة هي بين عصر يحكمه »‬التوك توك» وعصر يحكمه القانون!!

 

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصر «التوك توك» عصر «التوك توك»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon