توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عصر «التوك توك»!!

  مصر اليوم -

عصر «التوك توك»

بقلم - جلال عارف

تصلح قصة »التوك توك»‬ مثالا للعشوائية التي سادت حياتنا، وماتؤدي إليه من مشاكل نتركها حتي تتأزم، ثم نبدأ في مواجهتها.
تسلل »‬التوك توك» إلي حواري مصر مع بدايات القرن، ومع انتشار الأحياء العشوائية. كان في البداية يلبي احتياجات مناطق لا تستطيع السيارات دخولها، ولم تكن أعداده القليلة في البداية تشكل إزعاجا كبيرا.
ثم بدأت المشاكل تتضح. تزايدت أعداد »‬التوك توك» بصورة كبيرة. تركت الأزقة والحواري إلي الشوارع الرئيسية. غادر عشرات الألوف من الصبية مقاعد الدراسة ليتحولوا إلي سائقي »‬توك توك». غياب الرقابة علي هذه الوسيلة من وسائل الانتقال سهل استخدامها في الجريمة. استمر النقاش حول »‬التوك توك» لسنوات، بينما كان الاستيراد يتضاعف، والمشكلة تتفاقم!!
قبل أقل من خمس سنوات صدرت القرارات الخاصة بوقف استيراد »‬التوك توك». ومع ذلك استمرت أعداده تتضاعف في الحواري وتجتاح القري وتزاحم السيارات في شوارع المدن. ولم يكن في الأمر أسرار، بل كان من الطبيعي ألا يتنازل مستوردو »‬التوك توك» عن أرباحهم الخيالية، وأن يتم استيراد »‬التوك توك» علي أنه قطع غيار، ثم يتم تجميعه في الداخل. بينما المسئولون عن تنفيذ قرار منع استيراد »‬التوك توك» يستمتعون بسماع الأغنية القديمة »‬وعملت روحي نايمة»!!
أخيرا - وفي محاولة لضبط الأوضاع - صدر القرار بفتح باب الترخيص لمركبات »‬التوك توك» لفترة محددة، ومع وقف ترخيص المركبات الجديدة. مع وضع قواعد لتشغيل هذه العربات وتعريفة موحدة وخطوط سير بعيدا عن الطرق الرئيسية.
وحتي الآن تقدم للترخيص حوالي ربع مليون »‬توك توك» ومن المنتظر أن يتضاعف العدد. وتبقي اسئلة عديدة عن كيفية التعامل مع من لا يتقدم للترخيص، وعن كيفية منع أباطرة الاستيراد من الاستمرار في التحايل علي القانون الذي يمنع استيراد »‬التوك توك». ثم.. عن كيفية التعامل مع الصبية والأطفال الذين يقودون »‬التوك توك» والذين يفرحون في البداية بما يكسبونه من هذا العمل، ثم يجدون أنفسهم بعد ذلك في مواجهة الحياة بلا مهنة وبلا تعليم!!
مشكلة »‬التوك توك» مجرد مثال لعشوائيات عديدة تركناها حتي استفحل أمرها في حماية فساد سيظل يقاوم كل إصلاح. المعركة هي بين عصر يحكمه »‬التوك توك» وعصر يحكمه القانون!!

 

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصر «التوك توك» عصر «التوك توك»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon