بقلم : جلال عارف
منذ البداية، أنكرت روسيا أي مسئولية عن تسميم الجاسوس المزدوج »سكريبال» وابنته داخل الأراضي البريطانية. لكن رئيسة الحكومة البريطانية »تيزيزا ماي» أصرت علي تحميل موسكو المسئولية واتهم بعض وزرائها الرئيس الروسي »بوتين» بأنه شخصيا من أعطي الاوامر بالعملية.
وبينما كانت موسكو تطالب بإعلان أي أدلة عن تورطها المزعوم، كانت الحكومة البريطانية تمضي في حشد تأييد معظم دول أوربا ومعها أمريكا وراء موقفها، ليتصاعد الموقف مع الطرد الجماعي للدبلوماسيين الروس في هذه الدول، والرد بالمثل من جانب موسكو. ومع اشتعال الحرب الدبلوماسية، كانت ملامح عودة الحرب الباردة تسيطر علي الموقف.
الآن تتطور الأمور علي نحو مختلف. أهم مختبر عسكري بريطاني قال ـ وبعد تحليل المادة المستخدمة في تسميم الجاسوس المزدوج ـ إنه لا يملك دليلا علي أن روسيا هي مصدر هذه المادة!!
وكانت روسيا قد استبقت تقرير المختبر البريطاني باتهام بريطانيا والولايات المتحدة بأنهما وراء الحادث بغرض الاساءة لروسيا، وقالت إن الدولتين قامتا منذ سنوات بتطوير غاز »نوفيتشوك» للأغراض العسكرية، وهو الغاز الذي أكد المختبر البريطاني انه استخدم في تسميم الجاسوس المزدوج وإبنته.
تبدلت المواقف بعد تقرير المختبر البريطاني. موسكو تطالب الحكومة البريطانية بالاعتذار. أهم حلفاء بريطانيا الذين ساندوا موقفها يطلبون منها الكشف عن الأدلة التي تشير إلي تورط موسكو. رئيس المخابرات الخارجية الروسية يطلب من بريطانيا وأمريكا ودول الغرب وقف المزايدات غير المسئولة لتجنب الوصول إلي أزمة صواريخ كوبية ثانية.. في إشارة إلي أزمة عام ١٩٦٢بين أمريكا والاتحاد السوفيتي التي كادت أن تتسبب في حرب نووية مدمرة!!
في المقابل تتمسك الحكومة البريطانية ـ حتي الآن ـ بموقفها. ويقول المتحدث باسمها أن الابحاث التي تمت في المختبر البريطاني العسكري لا تمثل الإ جزءا من المعلومات التي تملكها الحكومة.. ولكن اين هذه المعلومات ولماذا لا يتم نشرها؟ سؤال يطرحه حتي زعماء المعارضة البريطانية علي حكومتهم التي مازالت علي موقفها.. تتمسك باتهام موسكو ولا تكشف عن أدلة الاتهام!! بينما موسكو تقول انها تنتظر الاعتذار
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع