بقلم - جلال عارف
.. ويظل ٢٥ يناير يوما للوطنية المصرية بكل تجلياتها. ويظل الاحتفال به احتفالا بالتضحية والفداء، وانتصارا للعدالة والحرية والاستقلال وكل القيم النبيلة التي آمنت بها مصر وناضلت من أجلها.
لم يكن صمود بضع مئات من جنود الشرطة المصريين في محافظة الاسماعيلية أمام جحافل جنود الاحتلال ودباباتهم ومدرعاتهم رافضين الاستسلام ومصممين علي المقاومة.. لم يكن إلا تعبيرا عن ضمير مصر كلها وهي تقاوم الاحتلال وتطلب الاستقلال وتضحي بأرواح أغلي أبنائها في معركة الكرامة.
كان الشهداء الذين سقطوا في هذا اليوم يقولون بالدم إنه لابد من طريق جديد يثأر للشهداء ويحرر الوطن. وبالفعل كان الموعد بعد ستة شهور مع فجر ثورة يوليو التي فجرها جيش مصر باسم الشعب كله. وكان علي الاحتلال أن يدرك بعدها أن عليه بالفعل أن يحمل عصاه علي كاهله ويرحل. وبعد أقل من ٤ سنوات كنا في بورسعيد نشهد آخر جندي من جنود الاحتلال يتسلل في الظلام إلي سفن الرحيل.
ويظل ٢٥ يناير أيضا هو الثورة التي خرج فيها الملايين ليكتبوا تاريخا جديدا للوطن قبل ثماني سنوات. والتي تصدرها شباب الوطن يطلبون العدل والحرية والكرامة الانسانية.
وإذا كانت المؤامرات قد قطعت الطريق علي الثورة. وسلمت الحكم للإخوان ووضعت مستقبل مصر في قلب الخطر.. فإن مصر التي ثارت في يناير لم تستسلم للتآمر ولا للخديعة ولا للعمالة ولا لحكم الإرهاب. ليخرج ثلاثين مليون مصري في ٣٠ يونيو معهم جيش الشعب وشرطته لإنقاذ الوطن من براثن فاشية الإخوان، وليواصلوا المعركة لاجتثاث الإرهاب ولبناء مصر وطنا لجميع أبنائها.. يصنعون مستقبلها بالعلم والعمل، ويحرسون تقدمها بالعدل والحرية وكرامة الوطن والمواطن.
في عام ٥٢ انتقموا من بطولة أبنائنا في معركة الاسماعيلية، بمحاولة إحراق القاهرة في اليوم التالي. وفي ٢٠١١ تكاتف كل أعداء الداخل والخارج ليضربوا الثورة ويسلموا الحكم للفاشية الدينية. ومازالوا حتي الآن يقاومون نهايتهم المحتومة بإرهابهم المنحط الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
تحية لأرواح شهداء الوطن. وكل ٢٥ يناير ومصر تمضي في الطريق الذي يليق بتضحياتهم ويحقق أحلامهم ويثأر لهم وللوطن من كل الاعداء. كل عام ومصر بخير.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع