بقلم - جلال عارف
أمام أوروبا والعرب فرصة هائلة لتنمية العلاقات المشتركة والتعاون في كل المجالات. الظروف الاقليمية والعالمية تضع الجانبين أمام تحديات هائلة والعمل المشترك، والوسيلة المثلي لتجاوز هذه التحديات .
الهم واحد، والمخاطر واحدة، ومن كان يظن أنه بعيد عن كارثة الإرهاب يدرك الآن أنه في قلب المخاطر، ومن كان يتصور أن الحروب التي تجتاح المنطقة يمكن حصارها.. يعرف الآن أن إغراق الشرق الأوسط في الفوضي كانت نتيجته أن تلحق أوروبا أيضا بما حدث وتتحمل تبعيتها من المشاكل، ومن كان يتوهم في فترة ما أن بناء الرخاء ممكن علي حساب شعوب تم استنزاف مواردها.. يفهم الآن أن قوافل الهجرة عبر المتوسط من أفريقيا أو من مناطق الصراع هو النتيجة الحتمية لذلك .
كل الظروف تضغط الآن علي أوروبا والعرب معا من أجل تعاون يوفر القوة اللازمة للتعامل مع التحديات التي تهدد الجميع، خاصة بعد أن أدركت أوروبا أن عليها أن تبني بنفسها قوتها القادرة علي حفظ أمنها، وأن عليها أن تعيد بناء اقتصادها في ظل حروب تجارية عالمية تزداد اشتعالا. وأن عليها أن تقاتل من أجل الحفاظ علي وحدتها في وجه حركات يمينية متطرفة تسعي لتفكيك وحدة أوروبا، وفي ظل عودة الحرب الباردة بين موسكو وواشنطون ومعها يعود الخطر النووي ليهدد أوروبا قبل الجميع!!
كل الظروف مهيأة لتعاون مشترك بين العرب وأوروبا ضد إرهاب يهدد الجميع ويتطلب من أوروبا ان تدرك أن زمن ترحيل المشاكل إلي الخارج قد انتهي، وأن عليها أن تواجه الإرهاب بحسم.. فلا تجعل من أراضيها ملاذا لبعض جماعاته، ولا تتأخر في وضع كل الجماعات الإرهابية تحت الحصار، أو في ترك جماعات مثل الإخوان بعيدة عن كشوف الإرهاب، وهي الجماعة الأم لكل هذه الجماعات من القاعدة إلي داعش !!
وأظن أن أوروبا تدرك الآن أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلي باستئصال الإرهاب بكل تنوعاته ما بين إرهاب الجماعات الضالة والدول الخارجة علي الشرعية والقانون، تدرك أوروبا أن عاملا مهما في كل المخاطر يأتي من أطماع القوي الإقليمية غير العربية ومحاولاتها لمد النفوذ أو دعم الاحتلال غير المشروع للأرض العربية، وعلي أوروبا هنا أن تقوم بتفعيل قوتها لارغام إيران علي التوقف عن محاولات مد النفوذ واشعال الفتنة في الدول العربية، وارغام تركيا علي ايقاف محاولاتها لاستعادة النفوذ العثماني بالتحالف مع جماعة الإرهاب الإخوانية، ولابد أيضا من وقفة حاسمة تعيد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وتصنع حداً للاحتلال الإسرائيلي الذي يجد السند حتي الآن من الإدارة الأمريكية .
هناك فرصة هائلة للتعاون المشترك بين العرب وأوروبا، فلنأمل ان تكون قمة شرم الشيخ نقطة تحول تجسد هذا التعاون المطلوب في وجه المخاطر والتحديات
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع