بقلم - جلال عارف
الأوضاع مازالت معقدة في سوريا. والحل الموعود في انتظار القضاء علي بقايا العصابات الارهابية، واستعادة سيطرة الدولة علي كامل الارض السورية، والحل السياسي الذي يضع القرار في يد الأشقاء السوريين وحدهم، ويجمع كلمتهم علي وقف الدمار وانهاء كل وجود أجنبي غير مشروع في سوريا.
الاتفاق بين روسيا وتركيا حول منطقة »ادلب» يمنح الاطراف المتقاتلة فرصة للهدنة، وفرصة لترتيب الأوضاع لانقاذ ثلاثة ملايين مواطن اخذهم الارهابيون رهينة يحتمون بها. الاتفاق يعطي تركيا مسئولية التعامل مع عصابات الارهاب التي تعرفها جيدا »!!» والقيام بالفصل بين الدواعش، وبين عناصر المعارضة المسلحة من الجيش الحر والتي ترغب في أن تكون جزءا من الحل السياسي وتقبل نزع سلاحها الثقيل.
المفروض أن وجود منطقة منزوعة السلاح في »ادلب» هو ترتيب مؤقت. لكن اهداف تركيا ستسير بالتأكيد في طريق آخر يتوافق مع اطماعها في سوريا، ومع صراعها الممتد مع الاكراد.. وهو ما يعني أن الالتقاء في المصالح بين روسيا وتركيا قد لا يستمر .
لكن السؤال المهم الذي لايجيب عنه احد حتي الآن هو : أين ستذهب بواقي الدواعش المتمرسة في »ادلب» بعد أن ازيحت من باقي مناطق سوريا التي استعادت الدولة السيطرة عليها ؟!
ما يقال إن »ادلب » رهينة لحوالي 50 أو60 الف مسلح، ربعهم تقريبا من »الدواعش» الذين يتوزعون علي منظمات عديدة، ويلتقون في فحش الارهاب الذي لايدين بالولاء إلا لسفك الدم وانتهاك الحرمات والعبث بالدين الحنيف .
أن سيذهب مابين عشرة وخمسة عشرة ألف داعشي يأخذون سكان »ادلب»، الابرياء رهينة لهم؟ هل سيقوم اردوغان بعزلهم ثم تقديمهم للدولة السورية أو للشريك الروسي لتصفيتهم أو محاكمتهم علي ما ارتكبوا من جرائم؟!.. أم أنه ـ وهذا هو الارجح ـ سيحافظ عليهم، سواء بتحويل بعضهم الي خلايا نائمة، او بتسهيل خروجهم من سوريا، كما سبق له أن سهل دخولهم إليها؟! واذا كانوا سيخرجون برعاية تركيا وحلفائها من القوي الاقليمية والدولية.. فإلي أين؟! روسيا تعمل بجهد لحماية حدودها، وجمهوريات آسيا الوسطي تتحسب، وأوربا تضع السدود وترفض حتي عودة مواطنيها الذين انضموا للدواعش.. ويبقي الخطر الاكبر علي المحيط العربي وخاصة دول جنوب المتوسط التي يستطيعون الوصول اليها بحرا. لهذا يستميتون في ابقاء ليبيا رهينة الميليشيات، خاصة بعد ان سقط رهانهم المنحط علي انشاء بؤرة للإرهاب في سيناء .
مسئولية العالم كله ألا نري ظاهرة »العائدون من سوريا» كما حدث مع العائدين من افغانستان ومن العراق !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع