بقلم - جلال عارف
الإعلان عن خطة لمضاعفة الصادرات، هو إعلان عن معركة لابد أن نخوضها بكل جدية، ولا خيار أمامنا إلا أن نكسبها .
مضاعفة الصادرات لا تعني فقط معالجة الخلل في الميزان التجاري، ولا تعني فقط التعامل الجاد مع مشكلة الديون بزيادة حصيلتنا من العملة الصعبة وزيادة قدرتنا علي التمويل الذاتي لمشروعاتنا الهامة .
مضاعفة الصادرات تعني أن يكون لدينا ما نصدره للعالم، وأن يكون علي أرقي مستوي ليستطيع المنافسة. وهذا يستلزم أن تتحول الدولة إلي ورشة إنتاج يتم التخطيط له علي أرقي مستوي. وأن يتم تقديم كل التسهيلات الممكنة لكل منتج كبير أو صغير.. وأن يتم تنظيم حوافز الاستثمار لتتجه إلي الصناعة والتكنولوجيا الحديثة حيث المجال الحقيقي أمامنا لتحقيق النهضة وزيادة الإنتاج وإيجاد فرص العمل .
إمكانيات مصر أكبر بكثير من رقم الخمسة وعشرين مليار دولار حصيلة التصدير الآن. لدينا الموارد الطبيعية والكفاءات البشرية والموقع الجغرافي ومناخ الاستثمار الذي تحسن كثيراً.. ويبقي أن ننطلق بسرعة أكبر، وأن نحدد الأهداف بدقة، وأن تنفتح كل الأبواب أمام الاستثمار الوطني لأنه الركيزة الحقيقية للنهضة، ولأن نجاحه هو الدافع الأكبر للاستثمار الأجنبي لأن يأتي ويستثمر ويشاركنا الإنتاج والربح والنجاح .
والمهم الآن أننا قد تعلمنا من أخطاء الماضي. في فترات سابقة تركنا ثرواتنا الطبيعية يتم تصديرها كمواد خام بدلا من أن نستكمل تصنيعها فنضاعف القيمة المضافة إليها. وفي فترات سابقة تركنا الانفتاح السبهللي يتسبب في إغلاق صناعات بأكملها من أجل أن تتراكم الثروات في جيوب السماسرة. وفي فترات سابقة أهملنا الصناعة وفتحنا أبواب النهب للمال العام وأراضي الدولة، وانخدعنا بأرقام نمو لا تعكس تنمية حقيقية ولا تنهض بصناعة، ولا تصدر إلا المال المنهوب لبنوك الخارج !!
انتهي كل ذلك. الباب مفتوح لنهضة تقوم علي الصناعة والعلم. تحدد الأهداف وتلتزم بالتوقيتات. تثق في قدرتها علي الانجاز وعلي المنافسة. مضاعفة الصادرات ينبغي أن تكون ترجمة لمضاعفة الإنتاج وجودته، ولبناء قاعدة التقدم القادرة علي أن تضع مصر في المكانة التي تستحقها .
نقلا عن الأخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع