بقلم - جلال عارف
أخيرا تحرك المسئولون في الإسكندرية، وصدر قرار المحافظ بإغلاق »شاطئ النخيل» بالعجمي بعد أن تحول إلي شاطئ للموت غرق فيه أكثر من عشرين مواطنا منذ بدء الموسم الصيفي هذا العام .
الكارثة عمرها بضعة أعوام، وصرخات الاستغاثة تتوالي، والحمد لله علي كل حال أنها وجدت في النهاية من يستمع، ومن يتخذ قرار الإغلاق الذي نرجو أن يتم تطبيقه في الواقع، وأن يكون مقدمة لإصلاح الأوضاع.. ليس في شاطئ النخيل وحده، وإنما في شواطئ عديدة تحتاج للمراجعة والانضباط، وتحتاج لضمان توافر شروط السلام علي أعلي مستوياتها .
أحداث »شاطئ الموت» تكشف عن قصور لاشك فيه، وتكشف أيضا عن فوضي في الإشراف ترجع أساسا إلي تعدد جهات الاختصاص، وهو ما يؤدي في النهاية إلي غياب المسئولية. يستوي في ذلك الشواطئ الشعبية وشواطئ المنتجعات الفاخرة .
خطر »الدوامات» في هذه المنطقة ليس جديدا، وقبل سنوات طويلة كان أول من نبهني إليه هو بطل أبطال السباحة المرحوم عبداللطيف أبو هيف الذي قال لي إنه هو نفسه كاد يذهب ضحيتها !!
ووسائل الوقاية معروفة، لكن الغريب أن تسمع بعد كل هذه السنوات من يقول لك إن حواجز الأمواج في شاطئ النخيل هي سبب الكارثة لأنها الأسوأ ولأنها لا تمنع الدوامات ولا تصد الخطر(!!) والأشد غرابة ألا تكون هذه الحواجز موجودة في شواطئ لا ينقصها التمويل، ولا تشكو الشركات التي أنشأتها من قلة الخبرة، ولا من نقص الأرباح، وإنما تشكو من فساد النظام وغياب الرقابة .
قرار محافظ الإسكندرية بشأن إغلاق »شاطئ النخيل» وقراره الآخر حول إلغاء مزايدة قلعة قايتباي (وهذه قصة أخري وحديث آخر!!) يمكن أن يمثلا فرصة للتعامل مع خلل تضارب الاختصاصات الذي يسمح بكل ألوان الإهمال والتسيب وضياع المسئولية عن أرواح تضيع وشواطئ تستحق المزيد من العناية لأنها بين الأجمل في العالم كله .
المطلوب ببساطة: هيئة واحدة تشرف علي كل ما يتعلق بالشواطئ. تملك الإمكانيات والصلاحيات، ولا تضيع بين فساد هنا وإهمال هناك. فلا نجد مسئولا يقول لنا بعد كل ما حدث في شاطئ الموت، إن اختصاصاته لا تسمح له إلا بأن يطلب من الراغبين في النزول للبحر، أن يكتبوا إقرارا بأن السباحة في البحر مسئوليتهم الشخصية !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع