بقلم : جلال عارف
الكلمة التي ألقتها المندوبة الأمريكية في جلسة مجلس الأمن لبحث أحداث »الاثنين الأسود» في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تشير بدقة الي مدي التدني الذي وصلت إليه السياسة الأمريكية في التعامل مع قضايا المنطقة، وفي الاستهانة بالرأي العام العالمي كله.. وليس فقط في عالمنا العربي!!
السيدة المصون »نيكي هيللي» التي تمثل إسرائيل في المنظمة الدولية بأكثر مما تمثل بلادها، انطلقت في دفاع أعمي عن الجريمة الصهيونية، وكأن العالم كله لم ير ما حدث، ولم يشاهد الجنود الصهاينة يقتلون بدم بارد، وبالرصاص الحي الأطفال والشيوخ العزل .
بكل بجاحة، قالت السيدة هيللي إن الفلسطينيين هم سبب قتل أبنائهم!! وأن الجنود الصهاينة الغلابة كانوا يدافعون عن أنفسهم ضد الأسلحة الفتاكة التي كانت بحوزة الأطفال الفلسطينيين (يبدو انها كانت تشير للطائرات الورقية وإطارات السيارات!!).. وأضافت أن الجنود الصهاينة مارسوا أقصي درجات ضبط النفس (ياتري كم شهيدا كان سيسقط لو لم يمارسوا هذا الضبط للنفس!!) .
وبالطبع.. لم تجب السيدة هيللي علي السؤال الذي طرحه عليها مندوب فلسطين: إذا كان الأمر كذلك. وإذا كان الفلسطينيون هم المسئولين عن قتل أنفسهم.. وإذا كان جنود الاحتلال الصهيوني كانوا مشغولين بالصلاة والدعاء وليس بإطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين المسالمين.. فلماذا لا توافق الولايات المتحدة علي القرار بإجراء تحقيق مستقل وشفاف، يكشف الحقيقة للعالم، ويحاسب القتلة علي مافعلوا ؟! .
لم تجب السيدة هيللي.. واكتفت بـ»الفيتو» لمنع إصدار القرار الذي أيده كل أعضاء المجلس. لم تنته القصة، ولن تغلق الصفحة. الآن.. وبعد القرار الأمريكي الأحمق حول القدس ـ اختلف الأمر ـ لم يعد إمام الفلسطينيين، ما يخسرونه. ستتقدم الكويت باسم العالم العربي بمشروع قرار آخر يطلب الحماية الدولية لشعب فلسطين. سيكون هناك »فيتو» أمريكي آخر يفضح من جديد انحياز واشنطون ويكشف عزلتها. كل الأبواب تفتح الآن لكي تذهب السلطة الفلسطينية إلي المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة قادة الكيان الصهيوني كمجرمي حرب.
لن يكون مجرمو الحرب الصهاينة وحدهم في قفص الاتهام سيكون معهم كل من شاركهم الجريمة، وكل من قدم لهم الدعم، وكل من وقف يدافع عن جرائمهم وكل من ساهم في وضع دولة كبري مثل الولايات المتحدة الأمريكية.. رهن القرار الصهيوني
نقلا عن لآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع