بقلم - جلال عارف
أشواق.. ابنة التاسعة عشرة تذكرنا مرة أخري بمآساتنا ومآسات العالم كله مع خوارج العصر!!
الفتاة العراقية الايزيدية كانت هي وعائلتها ضحية للانحطاط الداعشي في أسوأ صوره. كلنا يذكر مأساة الايزيديين في العراق وما حدث لهم علي أيدي عصابات الدواعش. قبل أربعة أعوام سقطت »أشواق» في أسر هذه الكائنات التي لا يمكن ان تنتمي للبشر الأسوياء سقط معها في الأسر أخوها وأمها. تم بيعها باعتبارها من »السبايا». اشتراها من حمل اسم »أبوهمام» بمائة دولار. لك أن تتصور ماذا فعل بها حتي استطاعت الهرب. لتستقر بعد ذلك في بلدة ألمانية جمعتها بأخيها وأمها. حيث بدأت الصبية في محاولة البحث عن بداية جديدة لحياتها من خلال تعلم الألمانية والبحث عن عمل.. وعن أمل جديد.
ثم تأتي المفاجأة. وفقا لرواية »أشواق» فوجئت ذات يوم وهي تخرج من »سوبر ماركت» بمن ينزل من سيارته ويناديها. تنظر إليه وتكون المفاجأة الصاعقة. إنه الوحش الذي كانت أسيرة عنده في العراق. تحاول التجاهل فيقول لها إنه يعرف كل شيء عنها، ولديه المعلومات عن مكان اقامتها. تهرع لإبلاغ السلطات فيكون الرد إنها ستتحرك اذا حاول ايذاءها!!
يعود الرعب ليسيطر علي الفتاة وأسرتها. يبدو أن الأب كان أكثر حكمة حين اختار البقاء في العراق وترك باقي الاسرة تهاجر بحثا عن حياة جديدة. تقرر »أشواق» وأخوها وأمها العودة للوطن المنكوب، تاركة الألمان يبحثون عن أعداء لا يعرفونها من فصيلة »أبوهمام» وأغلبهم يمثلون قنابل موقوتة لا أحد يعرف أين ومتي تنفجر في وجه مجتمعات آمنة.
تقول الارقام ان حوالي ثلاثين ألف داعشي ما زالوا في سوريا والعراق. وان مثلهم أو يزيد تمركزوا في مناطق أخري من ليبيا الي الفلبين وماليزيا. وأن أوربا بالذات تعمل جاهدة لمنع دخول الدواعش أرضها حتي ولو كانوا من مواطنيها الذين التحقوا بفصائل الارهاب. ومع ذلك يتم الاختراق وتتواصل عمليات الارهاب وتبقي المانيا وبريطانيا وغيرهما مراكز لتآمر »الاخوان» وعمليات الدواعش. ويصبح علي مثل »أشواق» ان تعود للوطن المنكوب هربا من ارهاب وحشي يطاردها في ارض كانت تبحث فيها عن أمل.
كم هي صعبة مهمتنا حتي نتخلص من هذا العار. ونستأصل هذا الارهاب من جذوره، ونضيء الكون كله بنور الايمان وسماحة الدين الحنيف وجمال الانسانية الذي لن يتحقق الا حين نأخذ حق الشهداء وننتصر لكل المظلومين .
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع