بقلم : جلال عارف
سحبت إسرائيل ترشيحها لعضوية مجلس الأمن بعد أن أيقنت من خيبة مساعيها. مجرد الترشيح كان إهانة لكل القيم التي تمثلها المنظمة الدولية. ومن هنا كان تحرك المجتمع الدولي كله لمنع الأمر من أن يتحول إلي فضيحة لو نال الكيان الصهيوني شرف عضوية مجلس الأمن .
كان الكيان الصهيوني يتقدم بالترشيح ووراءه سبعون عاما من الإرهاب المستمر، ومن طرد شعب من أرضه لاقامة الدولة الصهيونية بالقوة وتزوير التاريخ!! وكان الكيان الصهيوني يريد مقعدا في مجلس الأمن وهو الذي لم يحترم يوما قرارا للمنظمة الدولية، ولم يلتزم بأي بند من بنود ميثاقها الذي يدافع عن السلم ويرفض احتلال أراضي الغير بالقوة .
وكان الكيان الصهيوني يتقدم بالترشيح وهو يواصل يوميا جرائمه ضد الإنسانية وإهانته للأمم المتحدة والمجتمع الدولي. يقتل الأطفال الفلسطينيين بدم بارد. يفرض الحصار علي شعب فلسطين. يستمر في نهب الأرض وإقامة المستوطنات. يتحدث العالم كله بالإصرار علي عنصرية بغيضة، واحتلال استيطاني أصبح هو النموذج الوحيد الباقي منه، بعد أن تخلص العالم من هذا الإرث الذي سيظل وصمة في تاريخ البشرية .
وبالطبع .. لم تكن إسرائيل ستمتلك الجرأة لتفكر في ترشحها لعضوية مجلس الأمن لأول مرة، إلا بعد أن وصل الدعم الذي تلقاه من الإدارة الأمريكية إلي درجة غير مسبوقة، وبعد أن أعلن ترامب اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، متحديا العالم ومخالفا لكل قرارات الشرعية الدولية .
ومع ذلك فقد ادركت حكومة نتنياهو أن العالم لن يسمح بهذه الفضيحة، وأن أي تصويت في الجمعية العمومية سيكون هزيمة ساحقة لها وللراعي الأمريكي. سحبت إسرائيل ترشيحها مضطرة. اكتفت بأن مندوبة أمريكا السيدة نيكي هيللي هي في حقيقة الأمر تمثل مصالح إسرائيل قبل مصالح بلادها .
كانت إسرائيل تسعي لأن تكون عضويتها في مجلس الأمن »صك براءة»، عن جرائمها في حق الشعب الفلسطيني والإنسانية كلها.. رفض العالم أن يمنحها ما تريد. لكن متي يستطيع العالم أن يفرض حكم القانون وأن يوقف جرائم إسرائيل ؟
نقلا عن الأخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع