بقلم - جلال عارف
المنتج واحد من أفخر منتجعات الساحل الشمالي.. وسكانه دفعوا الملايين ثمنا للوحدات التي اشتروها. ودفعوا مقدما أيضا مبالغ طائلة للصيانة والخدمات. ومع ذلك شهد قبل يومين هذه المأساة حيث فقد أحد الشبان حياته عندما كان يسبح في البحر، فإذا به يتعرض للشفط من الماسورة التي تسحب مياه البحر إلي البحيرة الداخلية الخاصة بالمنتجع .
مأساة بشعة كان منتجع هاسينداباي مسرحها. ولسنا في وارد استباق التحقيقات وتحديد المسئولين عن المأساة.
لكن من غير المعقول ولا المقبول أن تكون هناك مثل هذه الماسورة ومعها آلات الشفط القوية، ثم لا يتم تركيب شبكات حديدية تكون حاجزا بين الشفاطات وبين السابحين في المياه!!
وليس من المعقول أو المقبول الا يكون هناك فاصل يمنع السابحين من الاقتراب من مواسير وشفاطات الخطر، والا يكون هناك عمال يراقبون تنفيذ ذلك، ويسارعون للتدخل لإنقاذ الموقف في لحظات الخطر .
والسؤال الاساسي هنا هو: إذا كنا نري مثل هذا الإهمال في منتجعات تتوافر لها الموارد المالية والاشراف الإداري.. فماذا عن منتجعات أخري تقل فيها هذه العوامل أو تختفي؟ وهل هناك جهات مسئولة تراقب وتفتش علي هذه المنتجعات وتضمن إجراءات السلامة بها؟.. أم أننا نترك هذه الأمور للصدفة، ولا نتحرك إلا اذا داهمتنا الأحداث المؤسفة لتكشف عن الاهمال أو التقصير الذي ندفع ثمنه غاليا ؟!
كم أتمني أن أري تقريرا رسميا معلنا من كل محافظي المحافظات الساحلية يقول فيه كل منهم أن الأجهزة المسئولة في المحافظة قد تأكدت من سلامة إجراءات الأمن والسلامة في كل المنتجعات الخاصة والشواطئ، وأنها عاينت البحيرات الداخلية وحمامات السباحة وتأكدت من مراعاتها لكل الشروط. وأن هذه الاوضاع تتم مراجعتها بصورة دورية، وان المحافظة تتأكد علي الدوام من التزام إدارات المنتجعات والفنادق والشواطئ الخاصة والعامة بكل التعليمات، وتوقع العقوبات الصارمة علي كل مخالف ولو في أصغر التفاصيل .
مشكلتنا مع التفاصيل هي الأخطر. ننفق الملايين علي الجمال الخارجي، ثم ننسي أو نتناسي تركيب شبكة حديدية ببضعة جنيهات.. فتكون المأساة !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع