بقلم - جلال عارف
عاد الرئيس الأمريكي »ترامب» من قمة ڤيتنام التي عقدها مع الرئيس الكوري الشمالي »كيم جونج» يحمل آثار الفشل الذريع للاجتماع بعد أن كان قد أشاع مناخا من التفاؤل الكبير باتفاق مع رئيس كوريا الشمالية علي نزع سلاحها النووي !!
عاد ترامب خائبا ليواجه موجة من الانتقاد لم تقتصر علي قضية كوريا الشمالية، وإنما امتدت لمجمل سياساته الخارجية التي أوقعت الشقاق مع أقرب الحلفاء في أوروبا الغربية. وأظهرت الارتباك في التعامل مع كل القضايا الهامة.. بدءا من الحرب في سوريا، وحتي إدارة الصراعات مع القوي الكبري المنافسة وفي مقدمتها الصين وروسيا .
لكن الأخطر هو القضايا الداخلية.. حيث يعود ترامب من رحلته الفاشلة وسط العاصفة التي تثيرها تطورات قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة. حيث كان الكونجرس الأمريكي يستمع لشهادة محاميه السابق »كوهين» الذي انقلب عليه، ووقف أمام الكونجرس ليؤكد ــ من واقع خبرته الطويلة مع ترامب ــ أن الرئيس مخادع يحتال علي الجميع. بينما كان رئيس حملة ترامب الانتخابية »مانافورت» يلتمس الرحمة من المحكمة بعد اعترافه بمعظم الاتهامات الموجهة إليه، وفي نفس الوقت كان آخرون من أهم رجال الرئيس السابقين يستعدون للمحاكمة ولطلب الرأفة !!
بالأمس سمعت »ترامب» يتحدث في لقاء مفتوح بعد عودته كان يكيل الاتهامات لوزير العدل الذي اختاره بنفسه من بين أقرب أصدقائه»!!» ويفتح النار علي مدير المباحث الفيدرالية »كومي» الذي عينه ثم أقاله »!!» ولا يتأخر في استخدام الشتائم ضد كل معارضيه، ولا في استباق تقرير المحقق »مولر» بالطعن في نزاهته !!
الخطير في لهجة »ترامب» أنه لا يتحدث بلغة القانون ولا يلجأ للخطاب السياسي.. وإنما يتجاهل كل شيء، ويخاطب جمهوره فقط، ويعتمد علي إثارة هذه الجماهير بأنها انتخبته هو، ولم تنتخب من يحققون معه ويريدون الشر له ولأمريكا!!
لهجة »ترامب» تقول إنه يخشي من نتائج التحقيقات، وأن رده سيكون مع جمهوره المتعصب له.. وهنا يكمن الخطر من الانزلاق لمعركة لا يحكمها العقل.. أو القانون !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع