توقيت القاهرة المحلي 11:02:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيدة من نيوزيلندا ..

  مصر اليوم -

سيدة من نيوزيلندا

بقلم - جلال عارف

رئيسة وزراء نيوزيلندا »جاسيندا أرديرن»‬ تقدم نموذجا استثنائيا في القيادة التي تتحمل المسئولية وتعرف كيف تدير الأزمة وكيف تنتصر لكل القيم الإنسانية في مواجهة العنصرية والإرهاب والكراهية.

الشابة التي لم تمض في موقعها أكثر من عام ونصف وجدت نفسها في مواجهة أزمة عاصفة لم تعرف بلادها لها مثيلا. »‬مذبحة المسجدين» فاجأت البلد الهادئ البعيد عن مشاكل الدنيا، والذي اختاره الإرهابي المنحط ليرتكب جريمته وليقول إن يد الإرهاب قادرة علي توجيه الضربات في أبعد مكان في العالم.
رئيسة الوزراء الشابة امتلكت الرؤية الواضحة للتعامل مع هذا الإرهابي العنصري منذ اللحظة الأولي. قالت للجميع إن هذا الإرهاب لا يمثل شعبها. وذهبت إلي أهل الضحايا لتؤكد لهم أنهم جزء من وطن لا يعرف الكراهية والعنصرية ولا يفرق بين مواطنيه بسبب الدين أو العرق أو المذهب.
صدمة المذبحة لم تفقد رئيسة الوزراء الشابة القدرة علي التصرف بكل المسئولية وبكل الإنسانية في وقت واحد. ساعدها بالطبع أن شعب نيوزيلندا اجتمع علي إدانة المذبحة. وعندما خرج عضو برلمان يبرر جريمة الإرهابي المنحط، وقف الجميع ضده وكان هناك أكثر من مليون توقيع تمثل حوالي ربع السكان تطالب بإسقاط عضويته في البرلمان.
قارن هذا السلوك الواعي والمسئول والإنساني عند السيدة »‬أرديرن» وبين سلوك آخرين مثل الرئيس التركي أردوغان الذي اتخذ من المذبحة مناسبة للدعاية الانتخابية، والذي جعل من خطاب الكراهية الذي كتبه مرتكب المذبحة سبيلا للسير في هذا الطريق المملوء بالعنصرية والكراهية جنبا إلي جنب مع مرتكب المذبحة، ضاربا عرض الحائط بكل القيم الإنسانية وهو يتخذ من المذبحة مبررا لدعوة غير مسئولة لحرب دينية تحقق كل ما أراده تحالف الإرهاب مع العنصرية!!
وقارن ذلك مع سلوك حكام الكراهية.. هناك في الكيان الصهيوني كان نتنياهو يعلن أن بلاده ليست وطنا لكل مواطنيها، بل لليهود فقط. وهناك في الدولة الأعظم كان الرئيس ترامب يرفض إدانة العنصرية البيضاء، ويرفض الاعتراف بأن إرهاب اليمين العنصري المتطرف يتزايد.
في عالم تجتاحه دعوات الكراهية وجرائمها، تبدو السيدة أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا نموذجا مضيئا وهي تحتضن كل مواطنيها في ظل المواطنة الصادقة التي ترفض التمييز وتحارب العنصرية والإرهاب .

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيدة من نيوزيلندا سيدة من نيوزيلندا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ مصر اليوم

GMT 08:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
  مصر اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 08:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
  مصر اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon