بقلم - جلال عارف
الأمن في البحر المتوسط.. قضية تزداد أهمية بالنسبة لنا ولكل الدول المطلة علي البحر الذي يتوسط العالم ويعيش أهم مشاكله وصراعاته علي مر الزمن.
أخيراً.. انتهت المناورة العسكرية البحرية الجوية المهمة بين قوات مصر واليونان وقبرص. وقبلها كانت هناك تدريبات »درع العرب» التي تمت بقاعدة محمد نجيب وشملت مناورات بحرية وجوية وبرية في هذه المنطقة المهمة، شاركت فيها دول الرباعية العربية »مصر والامارات والسعودية والبحرين» ومعها الاردن والكويت، بالاضافة إلي المغرب ولبنان اللتين شاركتا بصورة »مراقب» في هذا الجهد العربي المهم بكل مدلولاته ورسائله للجميع.
وجودنا العسكري في المتوسط يزداد ويتدعم ليعكس الوجود السياسي لمصر كدولة متوسطية مهمة، كما يؤكد العزم علي حماية حدودنا وضمان أمننا القومي ومصالحنا الاقتصادية التي ازدادت أهميتها مع الاكتشافات الأخيرة للغاز.
ورغم الحديث عن انتقال مركز الصراع العالمي نحو الشرق الآسيوي، إلا أن الشرق الأوسط يظل محورا للتنافس بين القوي الكبري، وتظل ثرواته وموقعه الاستراتيجي مطمعا للجميع، وتظل صراعاته في انتظار الحل الذي يضمن السلام لشعوب المنطقة، ويحيل البحر المتوسط بالفعل إلي بحيرة للسلام والتفاعل الحي والايجابي بين الحضارات.
لكن ذلك يبقي - حتي الآن - في دائرة الأمنيات. أما في الواقع فالصراعات مستمرة والقوة الذاتية لأي دولة هي وحدها القادرة علي حمايتها. وإذا كانت اوروبا تركز جهودها في المتوسط لمنع الهجرة غير المشروعة، فإن دول الجنوب تواجه مخاطر أخري عليها أن تتحسب لها وتستعد لمواجهتها.
هناك مخاطر انتقال دواعش سوريا والعراق إلي الساحل الجنوبي عبر المتوسط بحثا عن مراكز جديدة يتمركزون فيها وخاصة في ليبيا، أو في سيناء التي مازالت مستهدفة رغم الضربات الساحقة التي وجهتها قواتنا المسلحة لعصابات الإرهاب التي تنتظر نهايتها المحتومة والقريبة.
وهناك الخلافات الحالية والصراعات المرتقبة حول الغاز في شرق البحر المتوسط الذي تتزايد أهميته يوما بعد يوم. وما يهمنا هنا هو الحفاظ علي حقوقنا وحماية مناطق الانتاج المصرية التي تبشر بكل خير.
ويبقي أن نتابع جيدا ما يجري علي الجانب الآخر من المتوسط، حيث تجتاز اوروبا مرحلة خطيرة تهدد وحدتها واستقرارها. لسنا بعيدين عن كل ذلك، ولا ينبغي أن نكون. المهم أن تكون قوتنا الذاتية هي ضمان أمننا. وأن تكون رؤيتنا واضحة، ورسائلنا للجميع أن قوتنا هي في خدمة السلام، وأن جهودنا هي أن يشاركنا الكل في هذا الطريق.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع