بقلم - جلال عارف
كما توقعنا من قبل، أكد مسئول رفيع المستوي في البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية قررت تأجيل إعلان خطتها التي تسميها بـ»صفقة القرن» إلي ما بعد الانتخابات البرلمانية المبكرة التي لجأ إليها نتنياهو للهروب من مشاكله الكثيرة ومن محاكمات محتملة بتهم الفساد والرشوة والاحتيال!!
في نفس الوقت كان الرئيس الفلسطيني »أبو مازن» يعلن من القاهرة أن صفقة القرن انتهت، وأنه لا معني لأي تفاوض حين تستبعد قضايا القدس واللاجئين والدولة الفلسطينية المستقلة!!
ربما ما يقصده الرئيس الفلسطيني أن الحديث عن هذه »الصفقة» قد انتهت بالنسبة له، وأن ما عرض عليه بشأنها قد رفضه ورفضته معه كل الفصائل الوطنية الفلسطينية. وأن الولايات المتحدة قد فقدت مكانها كراع لعملية السلام بعد قرار الرئيس ترامب بشأن القدس.
وهذا صحيح بالطبع. وصحيح أيضا أننا إذا نظرنا للواقع، فإن الصقة المشبوهة يجري تطبيقها علي الأرض.. وأن قرار ترامب بشأن القدس كان إعلانا بشراكة أمريكا لإسرائيل في محاولة اغتصاب القدس، وأن ما تفعله الإدارة الأمريكية ضد منظمة »الأونروا» هو إعلان حرب لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين من أي حل ينشد السلام، وأن تراجع إدارة »ترامب» عن حل الدولتين لا يعني إلا إنهاء أي حديث عن السلام أو الاستقرار في المنطقة.
والأسوأ من كل ذلك أن نري أطرافا فلسطينية تعطي للمخطط الأمريكي - الإسرائيلي أكثر مما يتمناه(!!) وأن نري الانقسام الفلسطيني يضرب كل القيم الوطنية التي أرستها المقاومة(!!) وأن نري غزة تسير في طريق »الإدارة بديلا للدولة»، بينما »السلطة» بلا سلطة حقيقية في الضفة.. أما القدس فلها رب يحميها.
قبل أيام أعلنت خمس فصائل فلسطينية عن تجمع وطني جديد يحاول إنهاء ثنائية الصراع المدمر بين »فتح» و»حماس». لا أعرف إن كان يستطيع القيام بالمهمة الصعبة. لكن المؤكد أنه - سواء نجح أو لم ينجح - فإن شعب فلسطين مصر علي تجاوز المحنة، وعلي استعادة الأمل رغم كل الصعاب. قد يتأخر الموعد، وقد تعظم التضحيات. لكن فلسطين لن تكون إمارة في غزة. والقدس التي عاشت عربية.. لن تكون إلا عربية.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع