بقلم - جلال عارف
خبر جيد.. أن تتزايد تحويلات المصريين العاملين بالخارج بمعدلات كبيرة. البنك المركزي يقول إن التحويلات في إبريل الماضي بلغت 2.3 مليار دولار مقارنة بنحو 1.7 مليار في ابريل من العام الماضي، وأن اجمالي التحويلات في عشرة شهور سجلت زيادة بنحو 8.5 مليار دولار .
هذه الأرقام تعكس الثقة في الأوضاع الاقتصادية رغم كل الصعوبات التي نواجهها. وتعني أن التحويلات بالطريق الرسمي عبر البنوك المعتمدة أصبحت هو الأساس عند العاملين بالخارج.. بعيداً عن مخاطر السوق السوداء وتجارة العملة غير المشروعة .
ومع ذلك، فأمامنا -بلا شك- الفرصة لمضاعفة هذه التحويلات المالية، وإن كان الأمر يحتاج إلي مواصلة الجهد، والعمل وفق خطة علمية متكاملة تترجم الانتماء الوطني إلي مشروعات تنهض بالوطن، وتعود بالخير علي أبنائه في الداخل والخارج.
للأسف.. حتي الآن لا ينشط إلا أصحاب المشروعات العقارية الذين يركزون جهدهم علي منطقة الخليج. بينما المطلوب أوسع من ذلك وأشمل. المطلوب أن تكون لدينا خريطة بالمشروعات المطلوبة، وأن نذهب بالدراسات الكاملة حولها إلي أبنائنا في الخارج. وأن يمتد مجال اهتمامنا إلي أمريكا وأوروبا حيث نجد أبناءنا الذين يريدون أن يخدموا وطنهم الأول بالعلم والمال.. لكنهم لا يجدون المساعدة الكافية لتحقيق ذلك .
يحتاج الأمر لتضافر جهود الجميع، وأن تعمل وزارات مثل الصناعة والزراعة والاستثمار وفق منظومة واحدة. وأن نؤمن أن أبناء مصر »في الداخل والخارج» هم القادرون علي بناء نهضتها، وهم الأولي بأن نقدم لهم كل التسهيلات لكي يستثمروا في وطنهم .
في تجربة الصين العظيم الاقتصادية الهائلة، هناك جانب أساسي لابد أن ندرسه جيدا، وهو الدور المبكر الذي لعبه العلماء الصينيون المغتربون.. سواء من بقي منهم في المهجر أو عاد لوطنه، بالإضافة إلي دور الصينيين الذين كانوا يمثلون القوة الأساسية في اقتصاديات جنوب آسيا النامية، والذين كانوا عونا للصين في تجربتها الهائلة.
أبناؤنا في الخارج أكثر التصاقا بمصر من أي شعب آخر. فلتكن مهمتنا أن نمهد لهم الطريق، وسوف نراهم أساسا قويا في نهضة تستحقها مصر وتملك كل إمكانياتها .
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع