بقلم - جلال عارف
جميل أن تحضر مصر في قمة احتفالات السينما العالمية. فاز رامي مالك بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم »بوهيميان رابسودي». ووقف النجم الشاب بعد تسلم الجائزة متحدثا عن جهده حتي يصل إلي هذه اللحظة، وعن اعتزازه بأنه أول من ولد في أمريكا لأسرته المصرية القادمة من سمالوط في محافظة المنيا.
ورائع أن يعتز النجم العالمي بأصوله المصرية، وأن يبقي حاملا للجنسيتين الأمريكية والمصرية، وعاشقا لكل ما هو مصري. ورائع أن يفرض موهبته وأن يكون المثال الجيد لأجيال جديدة تستوعب كل قيم الحضارة الانسانية، وتعرف أنها جزء من هذه الحضارة، وأنها قادرة أن تضيف إليها بالعلم والفن والإبداع.
في يوم ما كان نجمنا عمر الشريف قريبا من هذه الجائزة ولم يحصل عليها وكان لدينا ما يستحق المنافسة العالمية من إبداعات يوسف شاهين وصلاح أبو سيف والعديد من النجوم الذين جعلوا من السينما المصرية حاضرة بقوة في السينما العالمية.
مع كل حدث كبير »مثل فوز رامي مالك بالأوسكار» لابد أن نسأل أنفسنا: متي تعود السينما المصرية لمكانتها؟ ومتي تكون حاضرة بقوة كواحدة من أبرز المدارس السينمائية في العالم؟ وكيف نزيح العقبات التي تمنع إزدهار المواهب الجميلة في كل أنحاء مصر، والتي تترك السينما المصرية »والفنون جميعا» تصارع وحدها ضد أفكار التخلف التي تكره كل جميل في هذه الحياة؟!
جميل أن نري ابن العائلة المصرية القادمة من المنيا يتربع علي عرش السينما العالمية. وجميل أن يكون رامي مالك معتزا بأصوله المصرية، وأن تسكن مصر في وجدانه وهو يعمل علي موهبته وسط منافسة لا تترك المقدمة إلا للمبدعين المجتهدين .
نسعد جميعا ونحن نري ابن الأسرة الصعيدية يعتلي عرش السينما العالمية. فليكن احتفالنا الحقيقي بهذا الحدث الجميل، أن تتكاتف الجهود لتعبر السينما المصرية أزمتها، وتعود لتألقها .
مبروك لرامي مالك. وليكن لنا أكثر من موعد جميل مع الأوسكار وكل جوائز السينما العالمية
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع