بقلم : جلال عارف
في عز »مذبحة الاثنين» التي ارتكبها جنود الاحتلال الصهيوني ضد شعب فلسطين. وقفت أمريكا بكل حسم لتمنع بيانا من مجلس الأمن يطالب بوقف المذبحة وبتحقيق مستقل حولها .
تدرك الإدارة الامريكية أن أي تحقيق مستقل سوف يثبت حقيقة أننا أمام جريمة حرب. وأن شعب فلسطين خرج في مظاهرات سلمية فواجهته العصابات الصهيونية بالرصاص الحي .
وتعرف الإدارة الأمريكية ان أي تحقيق مستقل سوف يثبت أن النازيين الجدد في الكيان الصهيوني، ما كانوا سيتمادون في جرائمهم لولا الدعم الأمريكي غير المحدود. ولولا أنهم يدركون أنهم بعيدون عن العقاب علي جرائمهم بفضل الحماية الأمريكية التي جعلت من مجرمي الحرب الصهاينة يتصرفون وكأنهم فوق القانون ويضربون عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية، وهم متأكدون أنهم سيظلون بعيدا عن الحساب !! .
وتعرف الإدارة الامريكية ان أي تحقيق مستقل لن يكتفي بإدانة حكام الكيان الصهيوني علي جرائمهم، لكنه سوف يكشف أن الرئيس الأمريكي نفسه هو شريك في المسئولية عن المجزرة الصهيونية، وأن قراره الأحمق حول القدس كان إطلاقا لحرب جديدة ضد شعب فلسطين بشراكة كاملة بينه وبين العصابة الحاكمة للكيان الصهيوني، وبمسئولية كاملة عن كل ما يحدث بسبب هذا التحول الكبير في موقف أمريكا.. من حليف وداعم للكيان الصهيوني، الي شريك في كل الجرائم التي يرتكبها في حق شعب فلسطين، وفي حق الانسانية كلها .
أي تحقيق مستقل سوف يثبت ان القرار الأحمق بـ»إهداء!!» القدس للكيان الصهيوني.. كان إذنا بالتمادي في القتل تحت الحماية الأمريكية، أعطاه ترامب لحكام الكيان الصهيوني الذين لم يتأخروا في التنفيذ بهذا الانحطاط الذي شاهده العالم كله !!
تدرك واشنطون أن أي تحقيق مستقل سوف يؤكد أن الحكام الصهاينة هم مجرمو حرب، وأن قرار ترامب حول القدس جعله شريكا في المسئولية عن الجرائم المستمرة في حق الشعب الفلسطيني. ولهذا تمنع أي تحقيق دولي أو مستقل في جرائم الكيان الصهيوني، وتظن أنها بذلك تطوي الصفحة وتمر الجريمة !!
لا تدرك إدارة ترامب أن دماء الشهداء لا تذهب هدرا. وأن كل الرهانات علي ضعف العرب أو مواقف الحكام الموالين لها، لم تنجح طوال سبعين سنة في تصفية قضية فلسطين، ولن تنجح ابدا.
المجد للشهداء.. ولفلسطين العربية للأبد
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع