توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحماقة .. أمريكية !!

  مصر اليوم -

الحماقة  أمريكية

بقلم - جلال عارف

كان دعم إسرائيل علي الدوام جزءا من استراتيجية أمريكا في المنطقة. وكان كل رؤساء أمريكا (جمهوريين أو ديموقراطيين) يترجمون هذا الدعم بصورة أو أخري بالانحياز إلي جانب إسرائيل.. لكن ما يحدث من إدارة »ترامب»‬ الآن شيء آخر !!

بالقرار الأحمق الذي اتخذه الرئيس »‬ترامب» بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إليها.. يفتح أبواب تصعيد الصراع علي مصراعيها، ويمنح قوي التطرف في المنطقة والعالم أوسع مجالاً لنشر ارهابها.. والأهم أنه - بوعي أو بدون وعي - كان يحيل أمريكا من دولة تقول إنها ترعي عملية السلام إلي »‬شريك» كامل في كل ما ترتكبه إسرائيل من جرائم !!

والغريب أن يحدث ذلك وسط »‬زفة كاذبة» عن صفقة مزعومة لصنع السلام في المنطقة، والأغرب أن يكون المبرر هو أن ازاحة ملف القدس من علي طاولة المفاوضات يزيل احدي العقبات من طريق السلام وفقا لهذه الرؤية الحمقاء والمستحيلة !!

الآن .. يمضي ترامب خطوة أخري في هذه السياسة الحمقاء. يعلن وقف مساهمة بلاده في تمويل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين »‬الأونروا» التي تساهم في توفير أبسط مستلزمات الحياة لخمسة ملايين فلسطيني في الداخل والخارج من اللاجئين وأبنائهم وعائلاتهم .

والخطورة هنا لا تتعلق بالتمويل الأمريكي الذي يقارب الثلاثمائة مليون دولار، وإنما بالحملة السياسية التي تشنها أمريكا في محاولة مفضوحة لاغلاق ملف اللاجئين وشطب قضية »‬العودة» وإنهاء عمل منظمة »‬الأونروا» التي نشأت بقرار دولي من الأمم المتحدة ويريد ترامب الغاءها بنزوة شخصية تكشف بوضوح أن الرجل يتبني سياسة اليمين الصهيوني المتطرف في أمريكا وإسرائيل كاملة.. وربما يظن أن هذا هو السبيل للخروج من أزماته وفضائحه التي تهدد بإسقاطه !!

لسنا فقط أمام محاولة ستفشل حتما لتجويع الفلسطينيين لارغامهم علي قبول ما لا يمكن قبوله .. ولكننا أمام اعلان حرب لا تقتصر آثارها علي الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج فقط، ولكنها تمتد لكل المنطقة، وتشعل نيران غضب لا يدرك ترامب وإدارته مدي خطورتها، ولا الثمن الذي يمكن أن تدفعه المصالح الأمريكية حين تتحول واشنطون إلي شريك كامل في جريمة العصر، وحين يتحول رئيس أمريكا المحاصر بالفضائح إلي مجرد أداة لتنفيذ سياسات اليمين الصهيوني.. وهذا هو الخطر الذي ينبغي أن ننتبه له، وأن يتصدي له العالم قبل أن تقوده الحماقة الأمريكية إلي الكارثة !!

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحماقة  أمريكية الحماقة  أمريكية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon