بقلم - جلال عارف
لاشك أن هناك جهوداً تبذل من أجل توفير تعليم أفضل لأبنائنا. والأمر ليس سهلاً، والأوضاع ـ بسبب الإهمال الطويل ـ أصبحت تحتاج لجهد مضاعف ولموارد هائلة في دولة تستقبل مليونين ونصف المليون طفل كل عام.
ومع ذلك كله يبقي الأساس أن نمتلك إرادة الإصلاح، ثم أن تكون لدينا الخطط الواضحة التي تنهي تضارب القرارات وشخصنة السياسات التي أضرت بمسيرة التعليم كثيراً.. وبالأمس فقط كان أمامنا أكثر من مثال علي ذلك!!
>> قبل ثلاثة أعوام صدر القرار الوزاري الخاص بالدبلومة الأمريكية. وتم وضع قواعد لتعديل احتساب مجموع الثانوية العامة الأمريكية. وسمعنا يومها الكثير عن مبررات إصدار القرار الذي ينهي أوضاعاً تتيح للقادرين من خريجي الثانوية الأمريكية أن يحتلوا نسبة كبيرة في كليات القمة علي حساب المتميزين الذين يناضلون في سراديب التعليم ويحققون التفوق في الثانوية العامة المصرية. كما سمعنا الكثير عن غياب الإشراف الدولي المعترف به عن معظم مدارس الثانوية الأمريكية عندنا، وعن الشبهات التي تحيط ببعضها.
وبالأمس أعلن وزير التعليم العالي إلغاء القرار، والعودة إلي النظام القديم لحين إعداد بروتوكول جديد يقر آليات جديدة لتطبيق الشهادة الأمريكية بمصر.. وكل عام وأنتم بخير!
>> وخلال الشهور الماضية وفي ظل المعركة التي يخوضها وزير التربية والتعليم لتطبيق النظام الجديد الذي اقترحه. كان هناك الإعلان عن إغلاق »سناتر الدروس الخصوصية» وهو ما بدأ بعض المحافظين في تطبيقه علي الفور، أملاً في أن يكون خطوة علي الطريق الصحيح.. وبالأمس أعلن الوزير استمرار مراكز الدروس الخصوصية بوضعها الحالي لحين توفير بديل للطلاب ورفع كفاءة وأداء المدارس والمدرسين.. وكل عام وأنتم بخير!
>> أيضا كان مهماً أن يكون توحيد التعليم الأساسي بنداً رئيسياً في أي رؤية صحيحة لإصلاح التعليم. كان ذلك يعني أن هناك تعليماً واحداً يتلقاه كل التلاميذ في المدارس العامة والخاصة، وأن تنتهي الازدواجية بين التعليم الديني والمدني، أو بين التعليم الوطني والأجنبي. ما رأيناه كان هو العكس. تم التأكيد علي أن التعليم في المعاهد الدينية سيبقي بعيداً عن وزارة التعليم. وبالأمس تم الإعلان عن افتتاح عشر مدارس حكومية دولية بنظام الدبلومة الأمريكية بمصروفات ١٥ ألف جنيه، كإضافة للسوق لمن يرغب في الحصول علي هذه الخدمة المميزة. لتضاف إلي أنواع عديدة »مميزة» من التعليم لا تتاح إلا للقادرين.. وكل عام وأنتم بخير!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع