بقلم - جلال عارف
قبل نهاية العام الماضي أعلن الرئيس ترامب انتصار بلاده علي »داعش» في سوريا والعراق، وقال إن القوات الأمريكية ستعود لبلادها (وهي علي كل حال لاتزيد علي بضعة آلاف من الخبراء).. لكن الرئيس الأمريكي عاد بعد ذلك للحديث عن بقاء القوات الأمريكية والإقرار بأن الأمر في يد القيادة العسكرية. وعرف الجميع أن إعلان الرئيس الأمريكي لم يكن إلا قطعا للطريق علي روسيا حتي لا تظن أن الأمر في سوريا قد أصبح بيدها، وأن أمريكا ستتركها تتصرف وحدها، أو تمد نفوذها كما تشاء!!
اليوم - وبعد شهور من إعلان ترامب - نجد »داعش» موجودة، والحرب ضدها في سوريا والعراق لم تنته. ونعرف أن لها دورا مازال مطلوبا في استراتيجية قوي كبري تلعب بمصير المنطقة من أجل مصالحها وحدها!!
في العراق عادت »داعش» الشهر الماضي لتضرب في وسط العراق في عمليات محدودة ومتعددة. وفي سوريا يتم استخدامها لضرب قوات الأكراد التي كانت يوما ما حليفة لأمريكا، وذلك من أجل تبرير التدخل التركي الذي يريد تحويل شمال سوريا إلي منطقة نفوذ دائم له!!
وفي شمال أفريقيا يتزايد نشاط »الدواعش» في ليبيا في ظل صراع دول الغرب وذيولها وأتباعها علي مستقبل ليبيا وثرواتها. ويزداد الخطر علي دول المنطقة وتقع عمليات إرهابية في تونس والجزائر. ويظهر تطور جديد مع توجه للتنسيق بين »الدواعش» و»القاعدة» والإخوان برعاية قوي كبري ومشاركة تركية وتمويل قطري يستهدف إيجاد مراكز جديدة لدواعش سوريا والعراق بعد أن تنتهي مهمتهم هناك، لتبدأ في مناطق أخري.
وسط هذا كله.. لن ينسي التاريخ لمصر أنها أوقفت هذا الزحف العميل حين أسقطت حكم الإخوان. وأنها لم تفقد الرؤية أبدا، فقاتلت الإرهاب حين كانت وحدها في المعركة، ومازالت تخوض أنبل الحروب لاجتثاث جذور الإرهاب من كل شبر علي أرضها الطاهرة.
المجد لشهدائنا الأبرار. والعار لهؤلاء الذين يدعون كذبا معاداة الإرهاب، بينما تتصافح الأيدي في الظلام، ويستمر التحالف الملعون بين إرهاب عميل وبين من يستخدمونه لتحقيق مصالحهم، ويشاركونه في تدمير دول وتشريد شعوب.. ثم يواصلون الحديث عن السلام وحقوق الإنسان!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع