بقلم - جلال عارف
خرجت عهد التميمي من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخرجت معها أمها المناضلة بعد ثمانية أشهر في زنازين الاحتلال بعد محاكمة عسكرية لا شرعية للفتاة الفلسطينية لأنها تصدت لعدوان الجند الإسرائيليين علي أبناء قريتها، وصفعت جنديا إسرائيليا لا يفترض أن يكون له أو لغيره من جنود الاحتلال مكان في الضفة الغربية الفلسطينية .
خرجت زهرة المقاومة ابنة الستة عشر عاما من سجنها، لتؤكد أن النضال الفلسطيني لن يتوقف إلا بزوال الاحتلال.
استمرار نضال شعب فلسطين هو ما تخشاه إسرائيل. وهو ما تجسده عهد التميمي ابنة المناضل الذي ترك التعذيب في سجون إسرائيل آثاره الوبيلة علي جسده، وابنة المناضلة التي تم اعتقالها من قبل خمس مرات، وابنة القرية التي تقاتل يوميا دفاعا عن أرضها ضد قطعان المستوطنين .
مشهد عهد التميمي في مواجهة جنود الاحتلال كان إعلانا بأن القوة العسكرية الإسرائيلية لن تفرض الأمر الواقع الذي تريده ما دامت هناك أجيال فلسطينية تتعاقب في مقاومة الاحتلال، وفي الإيمان بعروبة فلسطين إلي الأبد .
تخشي إسرائيل من »عهد التميمي» لأنها ترمز إلي جيل جديد يعطي فلسطين الأمل. جيل يخوض النضال اليومي علي الأرض ضد الاحتلال وضد قطعان المستوطنين. جيل يستوعب دروس الماضي ويتمسك بعدالة قضيته .
لا يخشي القوة الباطشة للاحتلال، ولا تنال منه حماقة السياسة الأمريكية وهي تتوهم أنها قادرة علي إعطاء القدس العربية للكيان الصهيوني.. ثم وهي تتآمر لإلغاء حق العودة متوهمة أن هذا هو الطريق لفرض صفقتها المشبوهة !!
عهد التميمي رمز لجيل يعرف أنه يحمل مسئولية مواصلة النضال في أصعب الظروف. مشهدها وهي تصفع الجندي الإسرائيلي كانت تقول إن الحق سيبقي أقوي من رصاصات الاحتلال وسجونه. بالأمس خرجت زهرة المقاومة من السجن. لا أظن أن الدولة العنصرية الإسرائيلية ستتحمل وجود عهد خارج السجن طويلا. لكنها ستبقي - أينما كانت - رمزا لجيل يتسلم الراية وهو مؤمن بأن هناك احتلالا سيزول، وقدسا ستتحرر، ووطنا لن يكون له إسم إلا فلسطين .
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع