بقلم : جلال عارف
اعتذر الداعية صاحب حكاية الارتقاء الروحاني بأكل الفراخ بشرط أن يكون من إنتاج الشركة التي كان يدعو لها. الاعتذار فضيلة بشرط أن يكون صادقا، والأمر هنا ليس كذلك !!
فلم تكن حكاية الارتقاء الروحاني بأكل الفراخ مجرد »زلة لسان» كما جاء في الاعتذار، وإنما هي كشف لأسلوب في الاتجار بالدين يتجاوز - للأسف الشديد - عالم الإعلانات وبيزنس أكل الفراخ !!
كان ظهور الأخ عمرو خالد ضمن »هوجة» من أسموهم بـ»الدعاة الجدد». التي جاءت ضمن مخطط استهداف فئات معينة من المجتمع مثل الشباب والمرأة، والنفاذ للطبقة الوسطي بالذات في الأندية والنقابات، كانوا قد مهدوا الأرض بعد خطيئة التصالح معهم في السبعينيات، واستعادوا التواجد والتنظيم. ومدوا - كالعادة - تحالفاتهم إلي حيث مراكز الثروة والنفوذ داخل المجتمع، ومواطن الدعم الخارجي الذي عاشوا عليه طويلا.. ومازالوا!!
لم يكن هناك فكر جديد يلامس العصر، بل كان »دعاة الجينز» من هذا النوع مجرد إعادة إنتاج لدعاة يخاصمون العقل، ويدافعون عن الاستبداد، ويستندون أساسا إلي فكر التخلف، ويضعون الدين في خدمة الحكم الفاسد إذا تحالف معهم، ومع المال الذي يخشي من العدل، ومع المخططات التي كانت تري أن حكم الدين المتحالف مع الفساد هو الحل!!
ولم يكن غريبا أن واحدا مثل عمرو خالد يخترع ما أسماه برنامج صناع الحياة، ثم يحاول تحويله إلي حزب سياسي. ولم يكن غريبا أن نسمع عن تمويلات من حكومات أجنبية أقرتها علنا.. بل الغريب أن يتم تجاوز كل ذلك، وأن تتحول - بعد ذلك - سقطة الارتقاء بالفراخ إلي مجال للسخرية، أو حتي موضع للاستنكار.. دون أن نفتح الملفات ونناقش القضية من جذورها؟! ودون أن نسأل كيف لم نحاسب صاحب نظرية »الارتقاء بالفراخ» علي ما اعترف به (بالصوت والصورة) من تجنيد شباب مصر ليذهب للقتال في ليبيا أو غيرها من البلدان العربية المنكوبة؟! ودون أن نجد الإجابات التي تفضح العلاقة بين التمويل بإعلانات الفراخ أو تمويلات الأجانب، وبين إعادة إنتاج كل ما ثرنا عليه(!!) أو تفسر اكتفاءنا بالحديث (مجرد الحديث) عن تجديد الخطاب الديني، بينما »الآخرون» يعملون بكل جدية (وبالإرهاب والفراخ) لإعادة إنتاج خطاب الاتجار بالدين
نقلًا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع