بقلم : جلال عارف
هو التصعيد الأكبر منذ نهاية الحرب الباردة بين روسيا ودول الغرب. أكثر من مائة دبلوماسي روسي تم طردهم من أمريكا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأوروبية الأخري، تضامناً مع بريطانيا التي تتهم موسكو بتسميم العميل المزدوج الروسي السابق »سيرجي سكريبال» وابنته. مع التهديدات بإجراءات أخري تجاه موسكو التي قالت إنها سترد، وأن ردها سيكون متكافئاً.
قبل عام واحد كان الرئيس الأمريكي »ترامب» لا يخفي سعيه لتوثيق العلاقات مع الرئيس الروسي بوتين قبل أن تنفجر في وجهه قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي مازالت تطارد الرئيس الأمريكي وأسرته وكبار معاونيه.
وقبل شهور فقط كانت قيادات الاتحاد الأوروبي تسعي لتخفيف أي توترات في العلاقات مع موسكو علي خلفية الأزمة الأوكرانية. وكان الكثيرون من زعماء دول أوروبا يراهنون علي أن الولاية الجديدة للرئيس الروسي بوتين الذي أُعيد انتخابه للرئاسة قبل أيام، ستشهد تحسناً في العلاقات.
وها نحن الآن أمام حرب دبلوماسية شاملة، وأزمة لم يشهدها العالم منذ عقود. إنها المرة الأولي منذ الحرب العالمية الثانية التي يستخدم فيها سلاح كيماوي في أوروبا. بريطانيا تقول إن موسكو هي التي استخدمته في محاولة قتل الجاسوس السابق وابنته، ووزير خارجيتها يقول إن ذلك تم بتعليمات من بوتين(!!) بينما ترد موسكو بالنفي القاطع، بل وتتهم بريطانيا وأمريكا بأنهما طورتا منذ سنوات غاز الأعصاب الذي يقال إنه استخدم في محاولة القتل!!
أمريكا طردت ستين دبلوماسيا منهم ١٢ يعملون بالوفد الروسي للأمم المتحدة، واتهمتهم جميعاً بأنهم جواسيس. دول أوروبا طردت أعداداً رمزية باستثناء أوكرانيا التي طردت ١٣، والاتحاد الأوروبي لوح بتدابير إضافية تتضمن عمليات طرد جديدة، لكن الأخطر هو ما قاله وزير الدفاع البريطاني بأن الصبر علي الرئيس الروسي بوتين بدأ ينفد!!
وماذا إذا نفد الصبر بالفعل؟! لا أظن أن أياً من الأطراف المتصارعة يملك إجابة حاسمة. لهذا لن يستمر التصعيد بلا نهاية. لكن هذا لا ينفي أن مرحلة جديدة من الصراع الدولي قد بدأت. وأن علي الجميع أن يعيد ترتيب أوراقه وأن يستعد للقادم
نقلاً عن الاخبار القاهرية