بقلم : جلال عارف
ليس بعيدا عن أجواء رمضان، أن نقف أمام واحد من أيامنا الوطنية المشهودة. فالشهر الكريم هو موعد يسمو فيه الانسان فيظهر أفضل ما فيه، والايام الفاصلة في تاريخ الوطن هي تلك التي يظهر فيها هذا المعدن النادر لشعب قادر دوما أن يعطي المثل وأن يصنع التاريخ .
لم أعد أنشغل قليلا أو كثيرا بهذه التفاهات التي تعود البعض ترديدها في مندبة ٥ يونيو التي يقيمونها كل عام »!!» عاصرت الحدث، وشربت المرارة، لكنني مع الملايين من أبناء هذا الشعب العظيم لم ننكسر ولم نستسلم كما أراد من تآمروا لضرب مصر، ومن شاركوا في تنفيذ المؤامرة .
انهزمنا في يونيو ٦٧، وكانت الهزيمة مؤلمة. لكن الرد كان مزلزلا حين خرجت الملايين في التاسع والعاشر من يونيو في مشهد تاريخي، ترفض الهزيمة وتتمسك بقيادة عبدالناصر، وتعطي إشارةالبدء لحرب الثأر التي امتدت لست سنوات، لتتوج بنصر أكتوبر العظيم .
كان العدو يتصور أن ضربة يونيو هي القاضية. في العاشر من يونيو بدأ بناء جيش العبور من الصفر. وبعد أيام كانت معركة رأس العش ثم إغراق إيلات، ثم معارك المدفعية وحرب الاستنزاف التي هيأت كل شيء للعبور العظيم .
كل الشعوب تعرضت لهزائم. الشعوب العظيمة وحدها هي القادرة علي تجاوز هزيمتها والثأر من اعدائها. ألمانيا النازية سحقت فرنسا وضربت بريطانيا واحتلت معظم أوربا. لا تقيم هذه الدول »المندبة» التي يقيمها عندنا حزب ٥ يونيو، وإنما تحتفل بالنصر علي النازية، كما نحتفل بالنصر علي النازيين الجدد في اكتوبر العظيم .
لا تستغرب ما يفعله حزب »ندابات ٥ يونيو». من تمنوا الهزيمة أو احتفلوا بها أو صلوا شكرا لله عليها، لابد أن يبقوا في نفس الخندق مع العدو، يريدون أن نبقي سجناء الهزيمة التي هزمناها بكل جدارة واستحقاق .
الشعوب العظيمة وحدها هي التي تستطيع ان تعطي العالم يوما مثل العاشر من يونيو، ونصرا مثل نصر أكتوبر العظيم. كل عام ومصر منتصرة ولاعزاء لاعدائها ولا لحزب الندابات .
وما أجمل حديث النصر في رمضان .
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع