بقلم : جلال عارف
كل التهنئة لإخوتنا المسيحيين بعيد القيامة المجيد. وكل عام المحبة تجمعنا في رحاب الوطن. نقاتل معاً لنحميه، ونجاهد معاً لنبنيه، ونسعد معاً حين ننتصر لمصر.. فننتصر لكل شيء جميل ونبيل في حياة البشر الذين عرفوا التوحيد وتلقوا أول دروس الحضارة من هذه الأرض الطيبة وهذا الشعب العريق .
تتجه الأنظار في هذا اليوم إلي القدس الأسيرة. يحتشد المسيحيون في كنيسة القيامة وهي تحت حصار أسوأ احتلال من صهاينة لا يؤمنون إلا بلغة الدم. في نفس الوقت كان الفلسطينيون يشيعون الشهداء الذين سقطوا في »الجمعة اليتيمة» برصاص الجنود الإسرائيليين. صلوات السلام في زهرة المدائن يقابلها سلوك إجرامي من محتل يتوهم أنه قادر علي تهويد القدس ومصادرة عروبتها. وأنه يستطيع ـ بدعم من أمريكا أو غيرها ـ أن يتحكم في مصير الأقصي الشريف وكنيسة القيامة .
في عيد قيامة السيد المسيح نتذكره وعلي الأرض السلام، وبالناس المسرة.. بينما غيرنا لا يعرف إلا الكراهية، ولا يعيش إلا بالإرهاب، يغتصب الأرض، ويشرد الملايين، ويرفض كل يد تمتد بالسلام .
لا تخاف إسرائيل أكثر مما تخاف من المقاومة السلمية لشعب فلسطين. تحاول جاهدة أن تستدرج الفلسطينيين إلي العنف. منذ انطلقت مسيرة العودة مع يوم الأرض في نهاية مارس سقط أكثر من ثلاثين شهيداً وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني بعضهم في حالة الخطر لم يفعلوا شيئا إلا التظاهر السلمي، ومع ذلك قوبلوا بالرصاص الحي. العالم كله يدين هذه الوحشية ومع ذلك يبقي عاجزاً عن فرض الإرادة الدولية وتمكين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة، الحماية الأمريكية تمنع المجتمع الدولي من وقف الجريمة.. لكنها لن تمنع المقاومة من أن تستمر، ولن تفلت المجرمين ـ في نهاية الأمر ـ من العقاب .
في عيد القيامة المجيد.. نتذكر من خانوا، ومن باعوا بمائة فضة، ومن توهموا أن الخلاص من السيد المسيح يعني نهاية الرسالة السماوية التي حملها من أجل خير البشر أجمعين! ويزداد اليقين بأن الحق سوف ينتصر، وبأن الباطل ـ مهما بطش ـ مصيره إلي زوال
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع