بقلم : جلال عارف
كل خبر جيد عن الصناعة المصرية هو إشارة طيبة إلي الطريق الذي لا بديل عنه إذا أردنا نهضة حقيقية.
كل ما نفعله من تهيئة البنية الأساسية وإصلاح المناخ الاقتصادي هو خطوة تمهد للعمل الاساسي المطلوب.. وهو انطلاق الصناعة المصرية القادرة وحدها علي إحداث النقلة المطلوبة لتجاوز التخلف واللحاق بالعصر.
محافظ البنك المركزي طارق عامر يعلن عن مبادرة جديدة لجدولة ديون خمسة آلاف مصنع متعثر، واعفائها من غرامات التأخير، ومساعدتها علي العودة للإنتاج. ولسنا هنا في مجال الحديث التفصيلي عن أسباب تعثر هذه المصانع. وإنما للتأكيد علي أن توقف خمسة آلاف مصنع هو أكثر من مأساة. إنه جريمة كاملة كان لابد أن تتوقف، وعلينا أن نحيي كل جهد يبذل لإعادة الحياة لهذه المصانع ، ولعشرات الألوف من العاملين فيها.
لقد تحملت الصناعة الوطنية الكثير علي مدي أربعين عاما، بعد ان انتقلنا من زمن بناء الصناعة إلي زمن السمسرة والوكلاء، والانفتاح »السبهللي» الذي ترك الفساد يغتال قلاع الصناعة وينهي زمن الفخر المستحق بكل ما »صنع في مصر».
أربعون عاما.. كنا قبلها نستقبل وفودا من كوريا الجنوبية وماليزيا تأتي ـ بنصيحة من المنظمات العالمية ـ لكي تشاهد علي الطبيعة ما أنجزناه في تجربة كانت الصناعة عمادها، وكانت ـ باعتراف المنظمات العالمية ـأهم تجربة للتنمية في دول العالم الثالث.
نذكر ذلك لنؤكد حقيقتين أساسيتين:
>> الحقيقة الأولي.. أنه لا طريق أمامنا للتقدم الحقيقي الا بصناعة حديثة نضع فيها كل إمكانياتنا البشرية والمادية. وتتضافر فيها الجهود لإضافة قلاع صناعية جديدة، ولتشغيل كل مصانعنا التي تعثرت أو التي لا تعمل بكل طاقتها.
>> والحقيقة الثانية.. أن تجربتنا تؤكد أننا نملك كل إمكانيات الإنجاز حين تتوافر الشروط، وحين تتأكد الإدارة، وحين يتضح الطريق وتتكاتف كل الجهود، وتكون الأولوية للصناعة الوطنية ـ بالفعل ـ أربعين عاما من السمسرة علي حساب المصلحة الوطنية
نقلا عن الأخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع