بقلم - جلال عارف
كأننا في واحدة من جمهوريات الموز ولسنا أمام الدولة الأقوي في العالم كله !!
المشاهد التي يرويها مقال »نيويورك تايمز» عما يجري في البيت الأبيض.. والفصل الذي نشر من كتاب الصحفي الشهير »بوب وود وارد» يكشفان عن صورة بائسة للطريقة التي تدار بها الأمور في قصر الرئاسة الأمريكي.. فوضي عارمة، وخلافات لا تنقطع، وغياب للرؤية أو الإدارة الحكيمة من جانب رئيس يتهمه واحد من كبار مساعديه بأنه غير مؤهل للحكم وغير قادر عليه !!
التفاصيل أصبحت معروفة، والمزيد منها قادم بعد يومين مع نشر الكتاب المنتظر للصحفي الشهير »بوب وود وارد» الذي أسقط من قبل الرئيس الأسبق نيكسون بعد الكشف عن فضيحة »ووترجيت» .
لكن الأمر يكاد يتحول إلي نوع من العبث مع ردود الفعل التي يتابعها الأمريكيون والعالم كله علي ما نشر حتي الآن!!.. الرئيس الأمريكي يصرخ: خيانة!! دون أن يدري أنه بتغريداته علي »تويتر» يعترف بصحة ما يُنشر (!!).. ورجال الرئيس يتسابقون في إبعاد الاتهامات عنهم.. بدءا من نائب الرئيس إلي وزراء الدفاع والخارجية والعدل وكبار المسئولين في الحكومة أو البيت الأبيض. الكل ينفي أنه كاتب افتتاحية »نيويورك تايمز» التي دخلت التاريخ .
بينما الجميع يشتبه في الجميع. حتي زوجة »ترامب» اضطرت لإصدار بيان مكتوب تنفي علاقتها بالأمر، بعد أن روج البعض لذلك مرجعا إياه إلي الخلافات مع الزوج بسبب ما تكشف من علاقاته النسائية، أو بسبب الغيرة والصراع مع ابنة ترامب المقربة والمدللة !!
وسط هذا كله تسير الأمور إلي مأزق أمريكي غير مسبوق. مؤيدو ترامب (أكثر من ثلث الأمريكيين) مازالوا يؤيدونه. والرجل يتحدث عن ثقته ليس فقط باستكمال مدته الرئاسية، بل الفوز بولاية ثانية في انتخابات عام ٢٠٢٠، ويطرح الأمر علي أساس: إما هو، أو الفوضي !!
والأغلبية من جانبها تدرك أن بقاء الأوضاع علي ما هي عليه أمر صعب، لكن التغيير أيضا صعب، والفوز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية بعد شهرين لا تعني أن عزل الرئيس أصبح ممكناً.. إلا إذا تدهورت الأوضاع بصورة تحتم ذلك !!
والعالم يراقب متسائلاً: أي أمريكا ستكون بعد أن تهدأ العاصفة ؟!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع