بقلم - جلال عارف
أخيراً تم التوصل لاتفاق بين الرئيس الأمريكي ترامب والكونجرس لإنهاء »الإغلاق الجزئي» لبعض مؤسسات الحكومة الفيدرالية المستمر منذ خمسة أسابيع.
سيعود ٨٠٠ ألف من العاملين المؤقتين لوظائفهم ويتقاضون مرتباتهم التي كانوا قد فقدوها بسبب الأزمة التي بدأت مع رفض مجلس النواب تمويل بناء الجدار العازل علي الحدود مع المكسيك الذي يصر عليه ترامب.
انتهي الإغلاق الحكومي، لكن الأزمة لم تنته. هناك »هدنة» مؤقتة لمدة ثلاثة أسابيع بعد أن اضطر ترامب للتراجع والقبول بميزانية مؤقتة لا تتضمن أي اعتمادات لجداره العازل. ليبدأ التفاوض من أجل حل ينهي الصراع قبل منتصف فبراير.
ترامب هدد بأن عدم الوصول لحل يرضيه سوف يدفعه للقيام بالقرارات الأخطر لتنفيذ مشروعه لبناء الجدار. وهو يعني بذلك إعلان حالة طوارئ تمكنه من إصدار القرار الخاص بالجدار العازل وتوفير التمويل اللازم له دون موافقة الكونجرس.
لكن ترامب يعلم جيداً أن عواقب السير في هذا الطريق خطيرة. ويعلم أيضا أن الأوضاع بالنسبة له قد اختلفت عما كانت عليه في العامين الأولين من حكمه. لم يعد في استطاعته أن يصدر ما يشاء من قرارات وهو متأكد أن موافقة الكونجرس مضمونة. ولم يعد يكفي أن يبرر قراراته أياً كانت بأنه ينفذ ما وعد به ناخبيه!.. الوضع الآن يختلف. هناك مجلس نواب بأغلبية ديموقراطية. وهناك عودة للعبة التوازنات بين مؤسسات الدولة. وهناك إحساس بالخطر من طريقة إدارة السياسة الأمريكية التي يتبعها ترامب.. وهناك تطورات التحقيق مع رجال ترامب في قضية التدخل الروسي في الانتخابات وإلي أي حد ستقترب من الرئيس!
أتصور أن الأزمة ستنتهي باتفاق لا يمثل الهزيمة الكاملة لترامب لكنه سيدرك حتماً أن الأيام الصعبة قد بدأت!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع