توقيت القاهرة المحلي 10:41:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان كريم وجميل «٤» الرائع ذو الصوت الأجش !!

  مصر اليوم -

رمضان كريم وجميل «٤» الرائع ذو الصوت الأجش

بقلم : جلال عارف

 كان صوت الإمام الراحل الشيخ محمود شلتوت من أحب الأصوات إلي أذني ومن أقربها إلي قلبي. لم أكن أعرف في زمن الصبا لماذا أحرص علي اللقاء اليومي مع هذا الصوت الأجش الذي يبدو متعجلاً من أمره وهو يلقي حديثه القصير قبل التلاوة الكريمة في الصباح، أو قبل أذان المغرب في رمضان ؟

في هذه السن التي كان وعينا قد بدأ يتفتح، وكان الراديو وسيلة أساسية للثقافة بجانب الترفيه والأخبار. كان طبيعياً أن ننجذب لصوت طه حسين وهو يحدثنا مساء كل أربعاء بصوت كأنه الموسيقي. وإلقاء كأنه أعذب الغناء. بعكس صوت عباس العقاد الذي كانت تضيع معه القدرة علي التركيز الكامل في بعض ما كانت تحمله أحاديثه من قضايا وأفكار .

كان مع طه حسين والعقاد في حديث المساء الثقافي لفيف من كبار المفكرين. وكان حدثا -بعد ذلك- حين انضم اليهم فكري أباظة ليلقي أول حديث بالعامية. وبخفة الدم التي كان يتمتع بها. لكن الأمركان يختلف مع الأحاديث النبوية. كانت هناك أصوات عديدة، لكن الشيخ شلتوت كان شيئا آخر. عرفت حين كبرت قليلا أن ما كان يشدني إلي أحاديثه هو أنها كانت تخاطب العقل، وتحترم العلم، وتنشد الاصلاح، وتلتزم بالتسامح، ولاتغلق أبداً أبواب الاجتهاد من اجل خير الناس وتقدم المجتمع .

كان الشيخ شلتوت يمثل التطور الأهم في ذلك الوقت لأفكار الإمام محمد عبده التي أخذها البعض الآخر إلي طريق مختلف ليضموها إلي تراث السلفية، بدلاً من أن تكون دعوة دائمة للتجديد والاصلاح .
بعد شلتوت.. كان هناك من ساروا علي نهجه بشكل أو آخر. وكانت الدولة ظهيراً لهم، بمعني أن السياسات الاجتماعية والثقافية والتعليمية للدولة كانت تسير كلها في طريق خدمة المجتمع وتحقيق شرع الله في العدل والكرامة والمساواة بين البشر .

لكن ما حدث منذ منتصف السبعينيات كان يسير في طريق آخر، وكان طبيعياً أن يختفي نهج الامام شلتوت الي حد كبير، لنجد أنفسنا أمام تحالف الثروة مع تيار اغتيال كل شيء جميل باسم الدين الحنيف. كانت أفكار الوهابية تلتقي مع كوادر القطبيين لتحتل الشارع، بينما كان يتم اختراع »الدعاة»‬ الذين بدأوا بالترويج لهذا الفكر المتخلف، ولم ينته عند الترويج لفراخ الشركة العربية التي ترتقي بنا روحياً عند صلاة التراويح !!
كان لدينا في عصر شلتوت من يدعو للتقريب بين المذاهب الاسلامية السنة والشيعة، وأصبح لدينا الآن من يدعو لقتل كل مخالف في الرأي. كان لدينا من يدعو للارتقاء بالعلم والعمل، وأصبح لدينا من يدعو للارتقاء بالفراخ.. ورمضان كريم

نقلًا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان كريم وجميل «٤» الرائع ذو الصوت الأجش رمضان كريم وجميل «٤» الرائع ذو الصوت الأجش



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon