بقلم - جلال عارف
من الطبيعي ونحن نحتفل بخمسين عاما علي تأسيس معرض القاهرة للكتاب، أن نكون علي موعد مع كل من ساهم في إطلاق المعرض ورعايته حتي أصبح واحدا من أهم المعارض الدولية للكتاب، وتحول إلي موسم ثقافي رائع يجمع المثقفين المصريين والعرب علي أرض الكنانة.
ومن الطبيعي ان نكون أمام مناسبة لتكريم وزير ثقافة ثورة يوليو ثروت عكاشة الذي كان يتولي الوزارة في هذا الوقت، والدكتورة سهير القلماوي التي كانت ترأس هيئة الكتاب.
ثم أثار الناشر الكبير إبراهيم المعلم نقاشا حين كتب أن خبير النشر والتوزيع إسلام شلبي كان أول من أطلق فكرة المعرض. وأن الرئيس عبدالناصر هو الذي رعي الفكرة وتبناها ووفر لها كل الإمكانيات التي سمحت بأن ينطلق المعرض بنجاح وبمشاركة عربية ودولية.
وأشار آخرون الي دور باز في تأسيس المعرض للفنان التشكيلي عبدالسلام الشريف (وله إسهاماته الكبيرة في الصحافة المصرية ايضا) وإلي أدوار أخري لعبها مثقفون وناشرون كبار في مرحلة التأسيس. ثم الي جهود كبيرة ممن تولوا المسئولية بعد ذلك ومنهم صلاح عبدالصبور والدكتور الشنيطي وسمير سرحان ومحمود العالم والزميلان وحيد عبدالمجيد وحلمي النمنم وغيرهم ممن حولوا المعرض الي عرس للثقافة العربية.
لكني أتوقف هنا عند النقطة الأهم، فكرة المعرض ظهرت في عام ٦٨ لتنطلق دورته الاولي في العام التالي. مصر التي تلقت هزيمة لا تستحقها في يونيو لم تستسلم. مثقفوها يحتشدون مدركين أهمية أن تظل الثقافة عنصرا أساسيا في قوة مصر. يتحدون الظروف، فلا تتوقف المطابع، وتنتج السينما والمسرح بعض أروع ما في تاريخهما. ويبدع الأدباء والمثقفون يضيفون الجديد والجميل ومن بينه هذا المعرض الذي نحتفل بخمسين عاما من نجاحه.
ثم.. الدولة علي الجانب الآخر وهي تعيد البناء وتخوض حرب الاستنزاف وتضع كل الإمكانيات من أجل الثأر المطلوب والنصر الذي لا بديل عنه.. لا تهمل الثقافة بل تضاعف رعايتها ودعمها.. تقتطع من الميزانية ما تستطيع لكي ينطلق معرض الكتاب بالصورة التي تليق بمصر وثقافتها الرائدة. توفر بعض العملة الصعبة في ظل ظروف كانت فيها الموارد شحيحة، وكل ما يتوفر من العملة الأجنبية يتوجه لتلبية الاحتياجات الأساسية وتوفير متطلبات المعركة.
درس ينبغي ألا يغيب عنا أبدا.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع