بقلم : جلال عارف
باستثناء أفراد العائلة (خاصة الابنة وزوجها) فإن الرئيس الأمريكي »ترامب» غير تقريبا كل طاقم الحكم الذي جاء معه الي البيت الأبيض أو في الوزارات الرئيسية. أكثر من أربعين من الوزراء والمستشارين والمساعدين الرئيسيين إما استقالوا أو أقيلوا خلال عام وبضعة شهور. البعض رهن التحقيقات بشأن حكاية الاختراق الروسي لانتخابات الرئاسة، والبعض يتبادل الاتهامات مع الرئيس »ترامب» أو يصدا الكتب أو ينشر المذكرات ضده، والبعض يعتصم بالصمت وينتظر التطورات القادمة.
التغييرات الأخيرة تبدو مختلفة. ربما لأنها تبتعد عن التحقيقات القضائية والخلافات الشخصية والتفاصيل المتعلقة بالداخل الأمريكي، وتقترب أكثر من علاقة أمريكا بالعالم وإدارتها للصراعات الكبري، في عالم يمر بفترة عصيبة من الاضطرابات ويواجه الكثير من التحديات .
تخلص ترامب من وزير خارجيته »ريكسون» وجاء بمدير المخابرات »بومبيو» مكانه وبغض النظر عن الطريقة المهينة التي تمت بها الإقالة، فقد كان المغزي واضحا بأن هناك توجها نحو التشدد، تأكد بعد ذلك مع تعيين »جون بولتون» مستشارا للأمن القومي بدلا من الجنرال »ماكماستر» لتؤكد المؤشرات أن »الصقور» ستحكم توجهات السياسة الخارجية الأمريكية .
تأتي »الصقور» قبل خطوتين مهمتين في أسخن الملفات الخارجية المطروحة علي الإدارة الامريكية، وهما الملف الفوري الإيراني، وملف الاسلحة النووية لكوريا الشمالية، ومع وصول »الصقور» يكاد يتأكد ان »ترامب» سيعلن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران في مايو القادم. كما يتأكد ان الاجتماع المرتقب بين ترامب ورئيس كوريا الشمالية في شهر مايو ايضا، سوف يشهد موقفا أمريكيا متشددا كشفت عنه اول تصريحات مستشار الأمن القومي الجديد »بولتون» حيث أكد أن المطلوب من كوريا الشمالية هو أن تقتدي بما فعلته ليبيا القذافي قبل ١٤ عاما، وتشحن مكونات برنامجها النووي كاملة الي الولايات المتحدة !
العالم كله يترقب. والمنطقة العربية ستكون (في كل الحالات) من أكثر المناطق تأثرا فلنكن مستعدين لكل الاحتمالات
نقلاً عن الآخبار القاهرية