بقلم - جلال عارف
»جاريد كوشينر» صهر الرئيس الأمريكي ترامب والذي يتولي ملف الصراع العربي .. الاسرائيلي، تحدث بمناسبة القرار الأمريكي بإغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطون، والذي تزامن مع مرور ربع قرن علي »اتفاق أوسلو» الذي مات وشبع موتا، ولا ينتظر إلا إجراءات الدفن الرسمية !!
تولي »كوشنير» ملف الصراع العربي الاسرائيلي أحد القرارات »الهمايونية» للرئيس الأمريكي، لكنه شديد الدلالة علي موقف إدارة ترامب من قضية فلسطين، فالصهر العزيز صهيوني حتي النخاع. يساهم هو وعائلته من سنوات في دعم بناء المستوطنات علي الاراضي الفلسطينية المحتلة. وهو في حديثه الأخير الي »نيويورك تايمز» يبدو كأنه وراء كل القرارات الحمقاء التي تتخذها إدارة ترامب ضد الفلسطينيين، والتي حولت أمريكا الي شريك كامل لإسرائيل في كل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال .
يقول صهر ترامب إن الاجراءات الأمريكية ضد الفلسطينيين تعزز فرص السلام (!!) وأن نقل السفارة الامريكية الي القدس يؤكد مصداقية ترامب (!!) وأن المفاوضات ليست في مأزق، وكل شيء علي ما يرام، وطريق أمريكا أخضر لتحقيق السلام(!!) .
هكذا يقول الرجل الذي يتولي الملف الخاص بالصراع العربي.. الاسرائيلي، ان تجويع أطفال فلسطين والضغط لإغلاق منظمة »أونروا» التي تقدم الحد الادني لملايين اللاجئين الفلسطينيين.. هو خطوة لتحقيق السلام (!!) وأن الضغط الهائل الذي تمارسه أمريكا علي السلطة الفلسطينية بمنع المساعدات الاقتصادية، وبتهديد القيادات إذا لم ترضخ، وبإغلاق السفارة في واشنطون.. هي مجرد حوافز لتشجيع الفلسطينيين وتدعيم دولتهم المنتظرة (!!) وأن محاولة إعطاء القدس لإسرائيل، وشطب قضية اللاجئين هي إزاحة لعقبات من طريق السلام (!!) .
هل هي الحماقة؟ أم الجهل بالتاريخ والسياسة؟ أم هو التعصب الأعمي الذي يضع السياسة الامريكية تجاه المنطقة رهينة في يد اليمين الصهيوني المتعصب الذي ينفذ مخطط إسرائيل كاملا، ولو علي حساب المصلحة الأمريكية الحقيقية ؟!
يبدو أننا امام كل ذلك معا (!!) وأن صهر ترامب ومستشاره الاقرب يمهد للأسوأ، دون إدراك بعواقب اللعب بالنار في منطقة لا تحتاج للمزيد من هذا العبث الذي ستدفع أمريكا ثمنه عاجلا ام آجلا .
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع