توقيت القاهرة المحلي 06:30:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكبر من محاكمة الأشخاص!!

  مصر اليوم -

أكبر من محاكمة الأشخاص

بقلم - جلال عارف

يبدو أن آثار أمطار»التجمع الخامس»‬ ستبقي معنا طويلاً. لن تنتهي القصة بتغيير قيادات أو بإحالة قيادات أخري للنيابة العامة .
وسيبقي الأمر أكبر من محاكمة أشخاص، لأن المطلوب هو محاكمة أساليب فاسدة قادتنا إلي هذا الواقع الذي لابد من تغييره .
في مداخلة تليفزيونية شرح المهندس حسين صبور بعض جوانب ماحدث من واقع خبرته الهندسية، وبحكم أنه كان أحد المشاركين في مشروع تجديد شبكة الصرف الصحي بالقاهرة. قال المهندس الكبير إن هناك بعض الدول التي تكثر فيها الأمطارتلجأ إلي استخدام ماسورة منفصلة للصرف الصحي وأخري لمياه المطر بالنسبة لنا كان الخيار من سنوات طويلة هو استخدام ماسورة واحدة للغرضين ضغطاً للنفقات من ناحية، ولأن كمية الأمطار القليلة لاتجعل الحاجة شديدة إلي النظام الآخر .
قد تكون الأمطار هذه المرة أكثر غزارة، ولكن هذا بالقطع لايبرر ماحدث. لو أن الفسادكان بعيداً والإهمال لم يكن موجوداً لما كنا أمام هذه الكارثة. لو أن الصيانة كانت تتم علي خير وجه، ولو أن الطلمبات ومولدات الكهرباء ولوحات التحكم في نظام الصرف لم تتعطل، ولو أن المرافق  كلها كانت مخططة ومنفذة بلافساد، وتتم إدارتها بتنسيق كامل. لو أن كل ذلك كان موجوداً.. لما كنا أمام كارثة بهذا الحجم. أما في غياب ذلك كله فلن تكون النجاة بماسورة أخري أو بعدة مواسير يسكنها الإهمال ويحكمها ميراث سنوات عدة من فساد تعدي »‬الركب» بكثير، ليغرق الأعناق ومعها الذمم وأحياء مازالت رهن البناء والتعمير !!
انتظرنا سنوات قبل ذلك حتي وقع الزلزال الشهير، لنكتشف أنه -في غياب العلم والتخطيط السليم- تمت اقامة عدد من المدن الجديدة علي خط الزلازل  قريباً من القاهرة، وبدأنا في معالجة الأمر، ووضع الاشتراطات الجديدة التي نرجو أن يكون هناك التزام بها !!
الآن.. ندرك أن التعايش مع الفساد أو التقصير أصبح  مستحيلاً، وأنه لا بديل عن الاستئصال الكامل لكل هذا الميراث البغيض.. والآن ندرك أنه لا بديل عن اعتماد العلم أساسا لكل شيء في حياتنا بعد أن رأينا إلي أين تقودنا الفهلوة .
وبالمناسبة.. هل نبدأ في البحث عن اجابة لسؤال يفرض نفسه علينا.. وهو هل ماحدث في التجمع كان استثناء.. أم أن التغيرات في المناخ في العالم كله تشير إلي أن هذا هو »‬العادي» الذي علينا أن نتعامل معه بعد الآن ؟

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكبر من محاكمة الأشخاص أكبر من محاكمة الأشخاص



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon