بقلم : جلال عارف
تتصرف حكومة نتنياهو علي أن قرار الرئيس الأمريكي »ترامب» بنقل سفارته إلي القدس بوصفها عاصمة للكيان الصهيوني.. هو تصريح لها باستباحة المدينة المقدسة واستكمال تهديدها !!
لا تكتفي حكومة نتنياهو بما تفرضه من قيود علي الفلسطينيين في عاصمتهم المحتلة. لكنها تمضي في قرارات استفزازية تريد بها فرض الأمر الواقع الذي تفرضه بوصفها قوة احتلال، وتحاول من خلالها أن تجر الجميع إلي صراع ديني لا يعلم إلا الله عواقبه، بهدف أن ينسي العالم أن جوهر القضية هو التحرر من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفك أسر القدس العربية .
المسجد الاقصي المبارك أصبح ساحة لصراع يومي، بعد أن سمح نتنياهو لوزرائه ولأعضاء الكنيست »البرلمان الاسرائيلي» باقتحام المسجد، الذين يتوافدون الآن يوميا ترافقهم جماعات المستوطنين المتطرفين في جولات استفزازية في ساحة الاقصي، في محاولة مكشوفة من أجل »اختراع» حقوق تاريخية لا وجود لها!!
وكما تتزايد الجهود للاستيلاء علي ما يمكن الاستيلاء عليه من أراضي المدينة العربية المحتلة. يتزامن الصدام مع المسلمين والمسيحيين معاً ويتم استهداف الاقصي المبارك مع السعي لمصادرة أملاك الكنائس المسيحية التي اضطرت لإغلاق أبواب كنيسة القيامة لإجبار نتنياهو علي التراجع.. وأن كان تراجعا مؤقتا !!
وتتوالي تحذيرات الفلسطينيين من العواقب بينما السفير الأمريكي هناك يبارك جهود التهديد والاستيطان، وإدارة ترامب تبسط حمايتها علي كل ما تفعله حكومة نتنياهو. وكما حذر الازهر الشريف مرات عديدة متمسكا بعروبة القدس ها هو بابا الفاتيكان يعلن أن احتلال الأراضي لن يحقق السلام بينما يقدم بطريرك القدس »ثيوفلوس الثالث» صورة للأوضاع المأساوية التي يواجهها المسيحيون الفلسطينيون في الاراضي المقدسة من قوة الاحتلال وهم يواجهون الاضطهاد ويحاولون الحفاظ علي وجودهم ومقدساتهم في ظل انعدام السلام والعدل في المدينة المقدسة .
هل يسمع العالم؟ وهل يعود العقل قبل أن يشعل الجنون الصهيوني الذي يحظي بالرعاية الامريكية نيران حرب دينية لايتمناها عاقل؟.. وهل يفهم الجميع أنه لا حل إلا بإنهاء الاحتلال واستعادة القدس لعروبتها.. لتعود كما كانت عبر التاريخ - رمزاً للسلام و زهرة للمدائن ؟!
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع