توقيت القاهرة المحلي 10:14:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان كريم وجميل «٦» في دولة الإنشاد الديني

  مصر اليوم -

رمضان كريم وجميل «٦» في دولة الإنشاد الديني

بقلم : جلال عارف

 من الذكريات التي رواها الموسيقار محمد عبدالوهاب، انه كان في بداياته يعيش حياة منطلقة وشديدة التنوع والثراء. يرافق أمير الشعراء شوقي ويحظي برعايته.. ثم يتسلل مع شاعر الشباب أحمد رامي ليعيش معه بوهيمية الفنان. وفي النهاية »يرتمي تحت قدمي الشيخ علي محمود»‬ علي حد تعبير عبدالوهاب.. حيث صفاء  الروح، واستاذية الفن، والتمكن من علوم القرآن، والمعرفة الكاملة بأسرار الموسيقي العربية، والقدرة علي أن يجعل من ابتهالاته وانشاده الديني إبداعا لا يقارن.

لم يكن عبدالوهاب وحده، بل كان الجميع يسعون إلي مجلس الشيخ صاحب الموهبة الفذة. من بطانته خرج الشيخ زكريا أحمد، وعلي يديه تعلم الكثيرون أصول الموسيقي، وعلي دربه سار تلاميذه ليصبحوا أعلام الانشاد الديني بعده وعلي رأسهم الشيخ طه الفشني والشيخ محمد الفيومي.

لحقنا بالفشني والفيومي. أما الرائد علي محمود فكانت تسجيلاته القليلة- ومازالت- دروسا في الابداع،  ومازال التسجيل الذي تركه للأذان فريدا في نوعه.

ثم كان هناك موعد مع جيل آخر جاء مع انتشار التليفزيون، وبلغ الانشاد الديني والابتهالات معه ذروة جديدة، وكان مولانا النقشبندي هو التجلي الرائع لهذا الجيل. سمعت عنه وهو مازال في طنطا يدوي صوته القوي الجميل في رحاب السيد البدوي فتصل اصداؤه إلي العاصمة، ويأتي لتنفتح أمامه أبواب الاذاعة والتليفزيون، ولينطلق كالشهاب ويرحل سريعا بعد سنوات قليلة أعطي فيها ما ينير القلوب حتي الآن من ابتهالات وأغان دينية مازالت تلون أيامنا وليالينا- خاصة في رمضان بعطر الإيمان الجميل.

وبجوار النقشبندي كانت هناك قامة فارعة لأحد أعلام الانشاد الديني. كان الشيخ نصر الدين طوبار يمثل مدرسة أخري في الانشاد، وكان مزهلا في قدراته الصوتية وعلمه بفنون الأداء وصوته الرائع الخاشع. وعلي طريقه جاء الشيخ محمد عمران ليكون آخر هذا العنقود البديع.

بعد ذلك قل الاهتمام بهذا الفن الراقي من جانب الاذاعة والتليفزيون، ومن جانب الهيئات الرسمية. وإن بقي في الموالد وحلقات الصوفية، وظل يفرز نجوما مثل التهامي.

لكن في المقابل.. كانت الجهامة تزحف لتمهد الطريق للتطرف.. وكانت أًصوات تحريم الموسيقي تأتي مع عاصفة الصحراء الثقافية التي حاولت فرض أفكار الوهابية بجوار الافكار القطبية لتقود العالم العربي إلي خطر الانزلاق إلي جهالة العصور الوسطي.

وفي ظل ذلك كانت دولة التلاوة المصرية للقرآن الكريم تحاصر وكانت الموسيقي وكل الفنون عندنا في حالة تراجع. وكنا نستمع لتسجيلات الشيخ علي محمود، والنقشبندي وطوبار والفشني، وننتظر عودة جميلة.. وأكيدة

نقلًا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان كريم وجميل «٦» في دولة الإنشاد الديني رمضان كريم وجميل «٦» في دولة الإنشاد الديني



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon