توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان كريم .. وجميل «٢» دولة التلاوة .. متي تعود ؟

  مصر اليوم -

رمضان كريم  وجميل «٢» دولة التلاوة  متي تعود

بقلم - جلال عارف

يا سبحان الله.. من أين جاء كل هذا الثراء الذي أحاط بنا ونحن نستقبل الحياة في ظروف لم تكن سهلة علي الإطلاق؟ ومن أين جاء كل هذا الجمال الذي كان يعطر الهواء حولنا، ويفتح الطريق أمامنا لكي نفهم صحيح الدين، ونسير في دروب العلم والمعرفة، وننهل من ينابيع الثقافة والفن؟!
يأتينا صوت الشيخ رفعت في الشهر الكريم، فندرك أنه وكأنه في دولة التلاوة مثل قدر الشهر الفضيل بين باقي شهور السنة. كان هذا الصوت الملائكي قد رحل عن دنيانا، ولم يترك وراءه إلا القليل من التسجيلات التي تمت قبل التقدم التكنولوجي الكبير الذي حدث في هندسة الإذاعة وامكانيات التسجيل.. ومع ذلك ظل هذا الصوت النادر هو الأروع والأصدق وهو يتلو آيات الذكر الحكيم.. وظل صوته وهو يؤذن للمغرب في رمضان كأنه جائزة إضافية للمؤمنين الصائمين.
كان الشيخ رفعت قد رحل عن عالمنا، لكنه ترك وراءه جيلا من المقرئين العظام. كان كل منهم شخصيته المميزة، لكنهم جميعا كانوا ممثلين رائعين لمدرسة التلاوة المصرية المتفردة. كلهم نهلوا من علوم القرآن، وامتلكوا الموهبة والصوت الجميل والقدرة الفذة علي أن يلامسوا قلوب الناس وعقولهم بآيات الذكر الحكيم.
في جيل واحد كان هناك مصطفي إسماعيل، وعبدالباسط عبدالصمد، وزاهر، والمنشاوي، وشعيشع، والشعشاعي، والدمنهوري، والبهتيمي، والحصري.. ليلحق بهم بعد ذلك الطبلاوي ونعينع وآخرون. كانوا يقرأون في الإذاعة وفق جدول يعرف المستمعون مواعيده وينتظرونها. في رمضان كان هناك موعد مع الأجمل.. إذاعة يومية علي الهواء بعد العشاء تستغرق حوالي ساعة من السرادق الذي كان يقام في عابدين، ثم  بعد ذلك في الحسين. تلاوات نادرة يبدع فيها كبار المقرئين، ويصبحون في أفضل حالاتهم وهم وسط الجمهور الملم بأسرار الجمال في تلاوتهم.
كان ذلك قبل أن تداهمنا عاصفة الصحراء المسمومة منذ السبعينيات، وتحاصرنا بفكرها المتشدد وأدواتها البائسة. تحاول ان تغتال كل شيء جميل في حياتنا. وفي ظل هذه الهجمة كانت المحاولات المستميتة لفرض تلاوات غريبة علي المدرسة المصرية التي لا مثيل لروعتها في التلاوة. كنا قبل ذلك نسمع أحيانا مثل هذه التلاوات في المقابر، فأصبحت - بسلاح المال - تغزو الإذاعات، وتنتشر في التاكسي والميكروباص، وتفرض علي الناس في مساجد استولي عليها التطرف وحكمها المتشددون.
سأعود - إن شاء الله - للحديث عن سلاطين دولة التلاوة في مصر الحديثة، لكن ما نتوقف عنده اليوم هو السؤال: أين نحن من هؤلاء؟ وكيف نستعيد هذا السحر الخاص الذي أبدعته مدرسة التلاوة عندنا!.. كيف .. ومتي ؟

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان كريم  وجميل «٢» دولة التلاوة  متي تعود رمضان كريم  وجميل «٢» دولة التلاوة  متي تعود



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon