توقيت القاهرة المحلي 10:41:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان كريم .. وجميل «٢» دولة التلاوة .. متي تعود ؟

  مصر اليوم -

رمضان كريم  وجميل «٢» دولة التلاوة  متي تعود

بقلم - جلال عارف

يا سبحان الله.. من أين جاء كل هذا الثراء الذي أحاط بنا ونحن نستقبل الحياة في ظروف لم تكن سهلة علي الإطلاق؟ ومن أين جاء كل هذا الجمال الذي كان يعطر الهواء حولنا، ويفتح الطريق أمامنا لكي نفهم صحيح الدين، ونسير في دروب العلم والمعرفة، وننهل من ينابيع الثقافة والفن؟!
يأتينا صوت الشيخ رفعت في الشهر الكريم، فندرك أنه وكأنه في دولة التلاوة مثل قدر الشهر الفضيل بين باقي شهور السنة. كان هذا الصوت الملائكي قد رحل عن دنيانا، ولم يترك وراءه إلا القليل من التسجيلات التي تمت قبل التقدم التكنولوجي الكبير الذي حدث في هندسة الإذاعة وامكانيات التسجيل.. ومع ذلك ظل هذا الصوت النادر هو الأروع والأصدق وهو يتلو آيات الذكر الحكيم.. وظل صوته وهو يؤذن للمغرب في رمضان كأنه جائزة إضافية للمؤمنين الصائمين.
كان الشيخ رفعت قد رحل عن عالمنا، لكنه ترك وراءه جيلا من المقرئين العظام. كان كل منهم شخصيته المميزة، لكنهم جميعا كانوا ممثلين رائعين لمدرسة التلاوة المصرية المتفردة. كلهم نهلوا من علوم القرآن، وامتلكوا الموهبة والصوت الجميل والقدرة الفذة علي أن يلامسوا قلوب الناس وعقولهم بآيات الذكر الحكيم.
في جيل واحد كان هناك مصطفي إسماعيل، وعبدالباسط عبدالصمد، وزاهر، والمنشاوي، وشعيشع، والشعشاعي، والدمنهوري، والبهتيمي، والحصري.. ليلحق بهم بعد ذلك الطبلاوي ونعينع وآخرون. كانوا يقرأون في الإذاعة وفق جدول يعرف المستمعون مواعيده وينتظرونها. في رمضان كان هناك موعد مع الأجمل.. إذاعة يومية علي الهواء بعد العشاء تستغرق حوالي ساعة من السرادق الذي كان يقام في عابدين، ثم  بعد ذلك في الحسين. تلاوات نادرة يبدع فيها كبار المقرئين، ويصبحون في أفضل حالاتهم وهم وسط الجمهور الملم بأسرار الجمال في تلاوتهم.
كان ذلك قبل أن تداهمنا عاصفة الصحراء المسمومة منذ السبعينيات، وتحاصرنا بفكرها المتشدد وأدواتها البائسة. تحاول ان تغتال كل شيء جميل في حياتنا. وفي ظل هذه الهجمة كانت المحاولات المستميتة لفرض تلاوات غريبة علي المدرسة المصرية التي لا مثيل لروعتها في التلاوة. كنا قبل ذلك نسمع أحيانا مثل هذه التلاوات في المقابر، فأصبحت - بسلاح المال - تغزو الإذاعات، وتنتشر في التاكسي والميكروباص، وتفرض علي الناس في مساجد استولي عليها التطرف وحكمها المتشددون.
سأعود - إن شاء الله - للحديث عن سلاطين دولة التلاوة في مصر الحديثة، لكن ما نتوقف عنده اليوم هو السؤال: أين نحن من هؤلاء؟ وكيف نستعيد هذا السحر الخاص الذي أبدعته مدرسة التلاوة عندنا!.. كيف .. ومتي ؟

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان كريم  وجميل «٢» دولة التلاوة  متي تعود رمضان كريم  وجميل «٢» دولة التلاوة  متي تعود



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon