بقلم - جلال عارف
تصرف صغير بلا شك ، الإدارة الأمريكية التي أغلقت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية واشنطن تمضي وكأنها تريد أن تنتقم من كل شيء فلسطيني!!
بالأمس قررت إدارة الدولة الأعظم التصدي لخطر داهم علي الأمن الأمريكي »!!» أصدرت تعليماتها بإلغاء تأشيرات إقامة عائلة رئيس المكتب السابق السفير حسام زملط، ومطالبتها بمغادرة الأراضي الأمريكية فورا، رغم أن العائلة تحمل تأشيرات سارية حتي عام ٢٠٢٠»!!» .
السفير الفلسطيني غادر أمريكا منذ شهور بعد استدعائه من جانب السلطة الفلسطينية وبقي الأبناء »وأعمارهم سبع سنوات وخمس سنوات» لاستكمال الدراسة. سيجد الأطفال بالطبع مدارس أخري خارج أمريكا، لكنهم سيظلون رمزا لحماقة السياسة الأمريكية، وإشارة إلي أنها ماضية في تنفيذ سياسة الانتقام من الشعب الفلسطيني كما خططت لها إسرائيل، وكما ينفذها مسئولون في الإدارة الأمريكية، ولاؤهم الأول والأخير لإسرائيل وللصهيونية !!
حماقة صغيرة تقول بها الإدارة الأمريكية أنها ماضية إلي آخر الطريق في محاولة تصفية القضية الفلسطينية، وفي الانتقام من كل من يقف في طريق هذه المحاولة التي يعرف العالم كله أنها مستحيلة، لأن القضية ستظل باقية طالما هناك شعب فلسطين، وطالما بقيت هناك قدس عربية لا يمكن التنازل عنها، وطالما بقي هناك وطن مغتصب وأرض لابد أن تعود لأصحابها !!
ليست القضية هي »أبو مازن» أو السلطة الفلسطينية كما تتوهم الإدارة الأمريكية أو تدعي »!!» القضية هي أن الفلسطينيين قدموا منذ »أوسلو» كل ما يمكن من تنازلات، ولم يعد هناك المزيد ليتنازلوا عنه، وأن العرب لا يمكنهم أن يقدموا أكثر مما قدموه في المبادرة العربية طلبا للسلام .
كان »أبو مازن» هو مهندس عملية »أوسلو». والآن وبعد ربع قرن من الفشل المخطط له من إسرائيل، والمدعوم حتي النهاية من أمريكا.. لم يعد هناك إلا إعلان رسمي بنهاية أوسلو، ووضع العالم كله أمام مسئولياته، وتقديم مجرمي الحرب ومن يدعمونهم للمحاكمة الدولية .
وسط هذا كله يبدو كارثيا أن تتصور الإدارة الأمريكية أن حماقة صغيرة مثل ترحيل أطفال »السفير الفلسطيني» السابق في واشنطن يمكن أن تنسي شعب فلسطين حقوقه المشروعة، أو أرضه المغتصبة، أو قدسه الأسيرة. والمأساة أن الحمقي لا يتعلمون إلا بعد أن يدفعوا الثمن !!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع