بقلم - جلال عارف
كما كانت الحماقة السياسية هي عنوان قرار الرئيس الأمريكي »ترامب» بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارة بلاده إليها.. تبدو الحماقة أكثر رسوخا حين يختار الرئيس الأمريكي أن ينفذ قراره في الذكري السبعين لنكبة فلسطين.. متحديا مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين والمسيحيين في كل انحاء العالم. ومذكرا الجميع بأن كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل علي مدي هذه السنين ما كانت تتم إلا برعاية ودعم الولايات المتحدة، وأن بقاء الاحتلال الصهيوني في فلسطين بعد أن اختفي كل احتلال آخر في عالمنا، ما كان ممكنا إلا في ظل الراعي الأمريكي الذي يتحول علي أيدي »ترامب» من داعم للكيان الصهيوني إلي شريك كامل في المسئولية عن كل جرائمه في حق الشعب الفلسطيني والعرب والإنسانية كلها .
لم يستطع »ترامب» حضور »الاحتفال» الصهيوني بما أضافه إلي تاريخ »النكبة» أرسل ابنته وزوجها الصهيوني، وسيوجه كلمة للمحتفلين في القدس المحتلة.
لكنه بالقطع لن يتأخر في زيارة الكيان الصهيوني ليحصد ما يريده من تأييد صهيوني في معاركه للنجاة من الاتهامات التي تلاحقه في الداخل، والتحقيقات التي قد تؤدي إلي انهاء وجوده في البيت الأبيض !!
والخطير في الأمر أن »ترامب» لا يدرك أن قراره الأحمق ينهي دور أمريكا كوسيط أو راع للمفاوضات حول تسوية الصراع العربي - الإسرائيلي. بل يزعم أن ما يفعله هو ما سيؤدي للسلام. وأن إزاحة قضية القدس من أي مفاوضات »بعد أن تصور أنه قرر مصيرها وانتهي الأمر» سوف تزيح عقبة من طريق الوصول لتسوية الصراع!! وهو منطق يعني أن الخطوة الثانية هي »إزاحة» مشكلة اللاجئين!! وان المطلوب هو »تصفية» قضية فلسطين، وليس التوصل لحل عادل يفتح أبواب السلام الغائب عن المنطقة منذ أن تم زرع الكيان الصهيوني في قلبها !!
كانت القدس عربية وستظل كذلك. كل ما يفعله »ترامب» هو أن يجعل من أمريكا شريكا للكيان الصهيوني في جرائمه، وأن يفتح باب الصراع في فلسطين من قضية تحرر وطني إلي صراع ديني كما يريد المتطرفون وعصابات الإرهاب .
ستبقي القدس عربية. وسيتحرر الأقصي وكنيسة القيامة من الأسر. ولن يكون مصير النازيين الجدد أفضل من مصير النازيين القدامي.. وللقدس سلام آت
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع