بقلم - جلال عارف
ما يقرب من نصف قرن علي الرحيل.. ويظل هو الراية التي ارتفعت بأيدي الملايين رمزاً لعصر عربي جديد، تتحرر فيه الشعوب، وتترسخ العدالة، وتعود الأمة العربية بقيادة مصر لتحتل مكانتها المستحقة في عالم يتقدم بالعلم، وبالعدل والحرية.
ما يقرب من نصف قرن علي الرحيل.. ويظل مقيماً في قلوب الفقراء الذين استعادوا معه حقوقهم المسلوبة ورفعوا معه الظهور التي تحملت الظلم لمئات السنين. وتحولوا من عبيد للأرض إلي أسياد لها، ومن رعايا إلي مواطنين.
ما يقرب من نصف قرن علي الرحيل.. ويظل في ذاكرة الوطن قائداً لثورة شعب أنهت الاحتلال، واستعادت قناة السويس، وبنت السد العالي وقلاع الصناعة، ووضعت مصر علي طريق النهضة، وجعلت من مصر نقطة الارتكاز في حركة التحرر العربي والإفريقي.
ما يقرب من نصف قرن علي الرحيل.. ومازال رمزاً لمشروع النهوض بمصر الذي تحالف كل الأعداء لضربه، كما فعلوا من قبل في محاولة أولي مع محمد علي وكما انقضوا علي ثورة عرابي، وكما تآمروا لتبقي مصر أسيرة لحكم الفساد وسطوة الاحتلال حتي ثورة يوليو.
ما يقرب من نصف قرن علي الرحيل.. ومازالت حروب الأعداء لا تتوقف مستهدفة ذكري الرجل وذاكرة الأمة. ومستهدفة -في نفس الوقت- مستقبلاً لا يمكن أن يبني إلا باستيعاب الدرس الباقي والأهم من نضالنا الوطني وهو ألا تنمية إلا في ظل الاستقلال، ولا تقدم إلا بأيدينا الحرة وعقولنا المبدعة، ولا انتصار إلا بشعب تتوحد كلمته ويصنع قوته ويملك القوة ليبني وليحمي ما يبنيه.
ما يقرب من نصف قرن علي الرحيل. أعداؤه مازالوا أعداء مصر. يخشون أن تنهض، ويقاتلون من أجل حصارها واستنزاف قواها ومنعها من أن تنطلق لبناء المستقبل الذي يستحقه شعبها العظيم، ويحاولون بكل السبل تشويه التاريخ، فيصفعهم وعي شعب يعرف جيداً كيف يفرق بين من يحمل راية الوطن، ومن يحمل راية الأعداء.
ما يقرب من نصف قرن علي الرحيل.. سلام علي جمال عبدالناصر في ذكراه
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع