بقلم - جلال عارف
في عصرها الذهبي، استطاعت الإذاعة المصرية أن تحقق المعادلة الصعبة، أن تقدم للمستمع كل ما يحتاجه من أخبار وبرامج سياسية، ومن ترفيه علي أعلي مستوي، ومن ثقافة كانت لها لأول مرة إذاعة مستقلة، ومن فنون لم تقتصر علي الغناء والموسيقي في مصر. بل امتدت لتشمل كل فناني العالم العربي، وكل موسيقي العالم.
في رمضان.. كانت الإذاعة المصرية »في حين كانت تقتصر علي البرنامج العام وحده، وعلي ساعات إرسال محددة» تقدم وجبة رائعة، تضم بجانب البرامج الدينية والأخبار، شيئا من الترفيه بمسلسل كوميدي ينتظره الناس، ثم »الفوازير» التي ابتدعها عمنا بيرم وأكملها صلاح جاهين وآخرون مع آمال فهمي. وكانت المسلسلات الدينية تحمل كل ما يجمل الحياة ويبشر بالمستقبل.
اختلفت الأزمنة، وتراجعت الإذاعة حتي وصلنا لأن تكون إذاعة القرآن الكريم مثل غيرها من الإذاعات في قضبة الإعلانات!!.. ولكن تبقي علامات مضيئة من رمضان الإذاعة الذي ولي :
>> تبقي حلقات »ألف ليلة وليلة» التي كتبها الشاعر الراحل طاهر أبو فاشا، وحولها إلي تحفة إذاعية محمد محمود شعبان »بابا شارو». ويبقي العالم السحري الذي كان يقودنا إليه صوت الرائعة زوزو نبيل حيا في ذاكرة المستمع مهما مرت السنوات .
>> ويبقي أيضا برنامج »أحسن القصص» الذي كان يذاع فجر كل يوم علي مدي سبعة عشر عاما، والذي أبدع نصه الكاتب محمد علي ماهر، وأخرجه أحد عباقرة الإذاعة المصرية »يوسف الحطاب». وكان صوت الفنان محمد الطوخي »والد المطربة إيمان الطوخي» هو العلامة المميزة لهذا البرنامج الرائع .
>> ثم تبقي قمة الإبداع الفني في أبسط صوره وأجملها مع »المسحراتي» ومع والد الشعراء العبقري فؤاد حداد، الذي حول »المسحراتي» من تراث كاد يندثر إلي إبداع خالد. واستطاع مع الفنان »سيد مكاوي» أن يجعلا من نداء »المسحراتي» انشودة للوطن وتاريخا لنضال شعب مصر العظيم .
ونبقي دائما في حاجة للمزيد من الحديث عن هذا العالم الذي ابتعد عنا، أو ابتعدنا عنه. فلنحاول.. ورمضان كريم
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع