بقلم - جلال عارف
هو فصل من الكوميديا السوداء.. هذا إذا وافقنا علي أن حديث الجزار عن حرصه علي توفير اللحوم البلدية للمواطن الغلبان بأقل الأسعار هو نوع من فنون الاضحاك.. لا أكثر ولا أقل !!
الخبر يقول إن بعض الجزارين في إحدي المحافظات تجمعوا داخل المجزر العمومي في وقفة احتجاجية علي قرار لوزارة الزراعة بإعدام أي ذبيحة يثبت وجود »الدودة الشريطية» بها، حرصاً علي صحة المواطنين. القرار - كما تقول الوزارة- جاء من لجنة علمية متخصصة، أما الاحتجاج من الجزارين فلأنهم يرون الاكتفاء فقط بالتخلص من الجزء المصاب في الذبيحة، لأن الضرر كبير، والنتيجة ستكون ارتفاعاً في أسعار اللحوم !!
يعني -ببساطة- أن سادتنا الجزارين يريدون أن يتم إعدام توصيات اللجان العلمية، وأن نكتفي بتوصيات المعلمين الكبار»!!» وأن يأكل الناس اللحوم من ذبائح مريضة حتي لا نتسبب في خسائر للسادة الجزارين، أو تجنباً لرفع الأسعار كما يقولون !!
المسئولون يقولون إن صناديق التأمين علي الماشية توفر تعويضات مناسبة لمن يشترك فيها. وأن هناك حلولاً توفرها الرعاية المستمرة من الطب البيطري. لكن الاشتراطات الصحية لابد منها خاصة مع الأمراض التي تنتقل إلي الإنسان من الحيوان.. كما يحدث في حالة الدودة الشريطية .
وما ينبغي الالتفات إليه هنا.. هو أن بعض هؤلاء الجزارين أو مربي المواشي يمتنعون عن ذبحها في المجازر الرسمية خوفاً من اكتشاف أبقار مصابة وإعدامها. وأنه لابد من تشديد الرقابة حتي لا يتم ذبح هذه المواشي خارج الرقابة وبعيداً عن المجازر الرسمية. ولابد من توعية المواطنين حتي لا يتعاملوا إلا مع الجزارين الملتزمين بالقانون، والحريصين علي سمعتهم، والحريصين أكثر علي صحة الناس.. وما أكثرهم في بلادنا الطيبة
نقلا عن الاخبار القاهرية