توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الصميم

  مصر اليوم -

في الصميم

بقلم - جلال عارف

أحد الدروس المهمة التي تعلمناها من أساتذتنا الكبار، هي ألا نقسو في أحكامنا علي المبدعين الحقيقيين، أن ندرك أن الموهبة عملة نادرة، وأن علينا أن نرعاها بقدر المستطاع، وأن نساعدها علي أن تتألق، وأن نترفق بها حينما يجانبها التوفيق.

لا يعني ذلك أن نمتنع عن نقد ما يقدمونه من إبداع، أو أن نتغاضي عما يرتكبونه من أخطاء في تصرفاتهم الشخصية. العكس هو الصحيح.. فالنقد مطلوب، والمحاسبة ضرورية. لكن علينا أن ندرك ونحن نتعامل مع المبدع الموهوب ألا نستخدم ما يبدد الثروة التي يمثلها في زمن شحت فيه المواهب في كل المجالات.

تعلمنا مبكراً أن القسوة قد تكون مبررة في الجدل السياسي، لكن الأمر يختلف حين نتعامل مع المواهب الحقيقية في الفن والأدب. والأسباب كثيرة منها أن هؤلاء المبدعين قد لا يتحملون قسوتنا، لأن عملية الابداع في حد ذاتها صعبة وقاسية عليهم بما يكفي. صحيح أنهم يتمتعون بعذاب الابداع، لكنهم يدفعون الثمن. ولو أنك رأيت شاعراً بعد أن ينتهي من قصيدة ملهمة، أو فناناً بعد أن يبدع عملاً موسيقياً، أو أديباً وهو يكتب كلمة النهاية في رواية أو مسرحية.. لرأيت إنساناً منهكاً، يطلب الراحة وينتظر الجائزة التي ينالها حين يصل إبداعه للناس، وينير ولو شمعة صغيرة علي الطريق الطويل إلي الأجمل في حياتنا جميعاً.
هذا الإنسان الجميل بإبداعه يستحق معاملة خاصة. تحتفي بنجاحه وتتسامح مع اخفاقاته. تصحح له الخطأ وتأخذ بيده لطريق الصواب. لا نتركهم فريسة للابتزاز، ولا لمغامرات طالبي الشهرة، ولا لدعوات من يطاردون كل جميل في حياتنا، أو من طالبوا ذات يوم قريب بأن نخرج لهم نجيب محفوظ من قبره ليحاكموه علي ما أبدع!!
المبدع الحقيقي يستحق معاملة خاصة لكي يتصدي لكل ما هو قبيح في وطننا، للتخلف الفكري وللتدهور الأخلاقي. المبدع الذي أتحدث عنه هو الذي يحمي الابداع نفسه من الاسفاف، ويحصن المجتمع بالفن الجميل والثقافة التي تحترم العقل وتغني الوجدان.
تجتاح القسوة حياتنا كلها.. ولكن، رفقاً بالمبدعين

نقلا عن الاخبار القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الصميم في الصميم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon