بقلم - جلال عارف
بغض النظر عن الهدر المالي والتهافت الفني فيما تزدحم به شاشات التليفزيون في رمضان، يبقي السؤال الاساسي هو: ماهي الرسالة التي نريدها من كل هذه »الهيصة» التي تحاصر الناس في رمضان ؟!
نحن في مجتمع يقاتل علي كل الجبهات. يواجه إرهابا منحطا في حرب ندفع فيها الثمن الغالي من أرواح شهدائنا لكي يبقي الوطن ولكي ينمو الخير في كل مكان. ويخوض أيضا معركة البناء في أصعب الظروف، ويحتاج لجهد الجميع لكي يعوض سنوات التخلف، ويحتاج أكثر لأن يكون رمضان المعظم موسماً للتأكيد علي القيم الدينية السامية، ولفضح أكاذيب التدين الكاذب التي تفشت مع انتشار تجار الدين وثقافة التخلف .
من يشاهد قنوات التليفزيون في رمضان سوف تصله رسالة واضحة بأننا شعب لاقيمة للوقت لديه (!!) ومن يتنقل قليلا بين قنوات التليفزيون سوف يتصور خطأ أن الناس »رايقة» ومتفرغة لمتابعة سيل الاعلانات المخلوطة بالمسلسلات طوال الليل، ثم متابعة برامج طبخ الجمبري بالكاري والفخدة بالمكسرات طوال النهار (!!).
قد لايكون الأمر مقصوراً، ولكن المشكلة أن الرؤية غائبة، وأن القرار في يد أباطرة الإعلان أو اصحاب رأس المال بعيدا عن أي تصور لرسالة اعلامية حقيقية. والنتيجة ان تغيب مصر الحقيقية عن المشهد !!
ومصر الحقيقية هي التي تقاتل أعداء الله والوطن من فصائل الإرهاب ويسقط فيها الشهداء الأبرار فيزداد إيمانها بالنصر القريب .
ومصر الحقيقية هي التي يخوض أبناؤها معركة البناء، ويبذلون العرق في شهر الصوم من أجل لقمة عيش كريمة ومستقبل أفضل لأولادهم .
مصر الحقيقية تعمل وتكدح وتقاتل. ربما تلجأ للتليفزيون بحثا عن لحظة راحة، أو ابتسامة رضا، أو علم أفضل بالدين والدنيا.. وللأسف الشديد لن تجد شيئا من ذلك
المصدر : جريدة الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع